
شجع بصحة وسلامة.. إرشادات لمرضى القلب والضغط أثناء متابعة المباريات
تشهد جماهير مصر ارتفاعًا في دقات القلب أثناء متابعة مواجهة منتخب مصر وجنوب إفريقيا ضمن كأس الأمم الإفريقية 2025، وتُتابع الأجسام هذه اللحظة كأنها سباق خفي بين الأعصاب والهرمونات والقلب.
تترافق هذه الانفعالات مع تغيّرات في النبض وضغط الدم، وتكون تأثيراتها أحيانًا أكبر من الجهد البدني نفسه، خاصة عند وجود أمراض قلب أو ارتفاع ضغط الدم.
كيف يؤثر الحماس الرياضي على القلب؟
عندما تزداد الإثارة يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والنورأدرينالين، ما يرفع سرعة ضربات القلب وتضيق الأوعية الدموية. هذا الجهد المفاجئ يجهد عضلة القلب ويزيد احتياجها للأكسجين، وهو ما قد يسبب اضطراب النبض أو أزمة قلبية لدى المصابين بتضيّق الشرايين أو قصور القلب. كما أن ارتفاع الضغط المفاجئ يضيف مخاطر إضافية على جدران الأوعية، ما قد يزيد احتمال النزيف الدماغي أو السكتة القلبية خلال لحظات القلق أثناء المباريات.
بين المتعة والمخاطر: كيف توازن؟
لا يجب أن يبتعد المريض تمامًا عن المتعة، بل عليه أن يتعامل مع التشجيع بحكمة. يمكن تقليل التوتر عبر الجلوس في مكان مريح بعيدًا عن الشاشات الساطعة وتجنب الأطعمة المالحة والمنبهات مثل القهوة والمشروبات الغازية، وأخذ الأدوية المعتادة في مواعيدها، واستخدام تمارين التنفس العميق لتهدئة الانفعال عند اللقطات المثيرة. وإذا شعر باضطراب في النبض أو ضيق في التنفس فليوقف المشاهدة فورًا ويتصل بالطبيب.
نصيحة الأطباء
يشير الأطباء إلى أن التحكم في الانفعال هو أساس الوقاية. يمكن للمريض أن يستبدل التشجيع الصاخب بمشاهدة هادئة، أو أن يشاهد المباراة مع أشخاص يسهِّلون عليه التزام الهدوء. وفي بعض الحالات قد يُنصح المرضى الذين لديهم تاريخ من الذبحة الصدرية أو عدم انتظام ضربات القلب بتجنب مشاهدة المباريات المثيرة، خاصة النهائيات التي تُلهب الأعصاب.
الرياضة الآمنة بعد المباراة
بدلًا من البقاء في حالة توتر، يُفضَّل للمريض أن يمشي بسيطًا في الغرفة أو أن يمارس تمارين تمدد خفيفة لتفريغ شحنة الأدرينالين المرتفعة، مما يساعد على استعادة التوازن في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. وينصح الأطباء بشرب الماء تدريجيًا بعد المباراة لتجنّب الجفاف الذي يزيد العبء على القلب.
للمشجِّعين المرضى
كرة القدم ومشاهدتها للمتعة لا للمجازفة. الحماس جميل ما دام في حدوده، أما حين يتحول إلى ضغط نفسي حاد فقد يُعرّض القلب لخطر لا داعي له. حافظ على هدوئك، واستمتع بالمباراة بوعي، فالصحة هي الفوز الحقيقي.