اخبار الامارات

تحذير تربوي وطبي: منتج “الطاقة عبر الاستنشاق” غزو للمدارس وتهديد لصحة الطلبة

أطلقت مدارس خاصة في الدولة جرس الإنذار حيال انتشار منتج مثير للجدل يُسوّق للأطفال عبر منصات التواصل الاجتماعي، يُروَّج له كبديل طبيعي يمنح النشاط والتركيز بنكهة النعناع، بينما يشكل في الواقع خطراً صحياً ونفسياً على الطلبة، خصوصاً في المراحل الدراسية المبكرة.

وفي تعميم أرسلته إحدى المدارس الابتدائية لأولياء الأمور، أبدت الإدارة قلقها من انتشار الحديث بين الطلاب حول هذا المنتج، محذّرة من أساليب الترويج التي تستهدف الصغار على الإنترنت، دون رقابة أو توجيه.

القلق الذي أبداه المعلمون لا يرتبط فقط بمدى فاعلية المنتج، بل بطريقة استخدامه وتأثيره غير المدروس على الصحة النفسية والجسدية للطلبة. وأكدت الإدارة أن الجهاز محظور تماماً داخل المدرسة، داعية أولياء الأمور إلى مراقبة ما يجلبه أبناؤهم من أدوات، والحرص على تتبع المواقع والتطبيقات التي يتفاعلون معها.

وبحسب تحقيق أجرته صحيفة أخبار الوطن، فإن هذا النوع من المنتجات غير متوافر في المتاجر الإلكترونية المحلية، لكنه موجود بأسعار زهيدة في بعض المتاجر العالمية، ما يسهّل وصوله للطلبة رغم خطورته.

من جهته، حذر د. عادل سجواني، استشاري طب الأسرة، من خطورة هذه الأجهزة التي تعتمد على استنشاق مركبات مجهولة المصدر، مؤكداً أن استخدامها قد يؤدي إلى تلف في الأغشية الأنفية والتهابات متكررة.

وأضاف أن غياب الدراسات العلمية حول مكوناتها يجعلها مصدراً محتملاً لعادات ضارة مستقبلًا، تحت مسمى “التركيز والطاقة الفورية”.

ومن جانبها، شددت د. عائشة المعمري، استشارية طب الطوارئ، على أن اللجوء لمثل هذه الأساليب للحصول على نشاط ذهني سريع هو خيار غير آمن على الإطلاق، مشيرة إلى أن الأداء الدراسي لا يمكن تحسينه إلا من خلال نمط حياة صحي يشمل تغذية متوازنة، نشاطاً بدنياً منتظماً، ونوماً كافياً.

وأكدت المعمري أن الإفطار المتكامل يلعب دوراً كبيراً في دعم الذاكرة والتركيز، كما أن قضاء 15 دقيقة يوميًا في ممارسة الحركة يساعد على تحفيز الدماغ وتحسين المزاج العام.

وفي السياق نفسه، اعتبرت المستشارة التربوية عائشة البيرق أن تسويق هذا النوع من المنتجات عبر منصات مثل “تيك توك” يمثل خطراً كبيراً، لا سيما أن الإعلانات تُقدَّم بأسلوب جذاب دون تحذيرات أو توجيهات عمرية، مما يغري المراهقين بتجربتها بدافع الفضول.

وأشارت البيرق إلى أن ضعف المتابعة الأسرية وغياب التواصل مع الأبناء بشأن ما يتابعونه رقمياً، قد يسهم في انزلاقهم وراء ممارسات ضارة دون إدراك لعواقبها، لافتة إلى أهمية الحوار والثقة لبناء وعي وقائي ذاتي لدى الأطفال.

كما حذرت من صعوبة اكتشاف هذه السلوكيات داخل المدارس، لأن بعض الطلبة يخفون استخدامها، مما يتيح لها الانتشار بصمت، خاصة في ظل وجود طلاب يشجعون على تجربتها من منطلق “الاستكشاف” أو “التقليد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى