منوعات

صحة ظاهرية جيدة.. كيف تتسلل مقاومة الأنسولين إلى الجسم وما مؤشراتها

ارتفاع حالات السكر والسمنة وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني بسبب نمط الحياة الخامل

تشهد المجتمعات زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بمرض السكر والسمنة وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني نتيجة نمط الحياة الخامل وتراجع الحركة البدنية اليومية.

توضح فكرة مقاومة الأنسولين أن الجسم لا يستجيب بشكل كافٍ للهرمون المنظم لسكر الدم، ما يجعل مستويات السكر ترتفع تدريجيًا وتُجهد الأعضاء الحيوية مع الوقت. يفرز البنكرياس الأنسولين لتنظيم السكر في الدم، وعندما يتكرر ارتفاع استهلاك الكربوهيدرات ترتفع مستويات الجلوكوز وتزداد حاجة الجسم للأنسولين. ومع استمرار ذلك، يصبح الجسم أقل استجابة للأنسولين وتظهر علامات المقاومة تدريجيًا.

تشير بيانات حديثة إلى أن نحو نصف إلى سبعين في المئة من السعرات الحرارية للناس تأتي من الكربوهيدرات، وتعد الكربوهيدرات من أبرز العوامل التي ترفع إفراز الأنسولين. ومع ارتفاع مستوياته المزمن، تفقد خلايا العضلات والدهون والكبد قدرتها على الاستجابة، وتتصاعد مخاطر مقاومة الأنسولين التي تفتح بابًا لأمراض التمثيل الغذائي.

لماذا تعتبر مقاومة الأنسولين خطرًا صحيًا؟ لأنها غالبًا ما لا تظهر أعراضها في السنوات الأولى، ما يجعلها تعرف بالقاتل الصامت. قد يشعر البعض بخمول أو تعب بعد تناول الطعام، لكنها أعراض غير محددة وتُغفل بسهولة. وتطول فترة المسار حتى يظهر مرض السكر بعد سنوات تصل عادة إلى ما بين عشر إلى خمست عشر عامًا من بداية المقاومة، وهو زمن كافٍ لتطوير مشاكل صحية أخرى دون إدراك.

مؤشرات تدل على وجود المقاومة تشمل ظهور الزوائد الجلدية في الإبطين أو خلف الرقبة، وتغيّر لون الجلد مع وجود بقع داكنة الملمس في مناطق مثل العنق، إضافة إلى دهون البطن المعروفة بالترهّلات حول منطقة الخصر، وهي علامات ترتبط مباشرة بمقاومة الأنسولين كما ترتبط بمشكلات مثل الكبد الدهني وارتفاع ضغط الدم ومتلازمة تكيس المبايض.

تكشف فحوص المقاومة مبكرًا وتساعد في الوقاية من تشوّهات التمثيل الغذائي في المستقبل. من أبرز هذه الفحوصات فحص الأنسولين الصائم، إلى جانب حساب مؤشر HOMA-IR الذي يأخذ بعين الاعتبار كل من الأنسولين والجلوكوز أثناء الصيام ليقدم صورة أعمق عن حالة التمثيل الغذائي، إضافة إلى تحليل الدهون الذي يركز على مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار والدهون الجيدة HDL.

تشير التقديرات إلى أن مقاومة الأنسولين تستمر لسنوات قبل أن يتطور السكر إلى شكله المرضي، مما يجعل الكشف المبكر أمرًا حاسمًا في تحسين النتائج والوقاية من مضاعفات مزمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى