اخبار الامارات

الذكاء الاصطناعي في التعليم بالإمارات يعيد رسم مستقبل التعلم ويحدث نقلة نوعية في المدارس

يشهد قطاع التعليم في الإمارات تحولاً غير مسبوق مع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل المدارس والجامعات، إذ أظهر استطلاع ميداني أجرته صحيفة الإمارات اليوم خلال فعاليات «جيتكس 2025» أن 89% من الخبراء و82% من المعلمين و76% من الطلبة يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي في التعليم بالإمارات أصبح ركيزة أساسية لإعادة تشكيل منظومة التعلم وتطوير مهارات الطلبة بما يواكب متطلبات المستقبل.

وأشار المشاركون إلى أن مبادرات وزارة التربية والتعليم القائمة على الذكاء الاصطناعي أسهمت في تحويل الفصول الدراسية إلى بيئات تعليمية تفاعلية وذكية، تجمع بين التقنية والإبداع الإنساني، وتوفر للطلبة تجربة تعلم شخصية متطورة تدعم التفكير النقدي وتُعزز التواصل الفعّال بين المعلم والطالب.

تجربة التعلم الذكي ترفع كفاءة الطلبة وتزيد تفاعلهم

أجمع الطلبة على أن إدخال التطبيقات الذكية في العملية التعليمية جعل التعلم أكثر سهولة ومتعة، حيث وفرت المنصات التفاعلية فرصاً أكبر لفهم المناهج وتلقي الدروس بطريقة مشوقة وسريعة.

وأوضح 76% من الطلبة أن الذكاء الاصطناعي ساعدهم على تطوير مهارات التفكير والتحليل، بينما أبدى 15% منهم حاجتهم إلى تدريب إضافي للتعامل مع هذه التقنيات الحديثة، في حين رأى 9% أن بعض المواد مثل اللغة العربية والتربية الإسلامية تحتاج تواصلاً بشرياً مباشراً للحفاظ على قيمها التربوية.

المعلمون: الذكاء الاصطناعي شريك داعم لا بديل عن الدور الإنساني

أكد 82% من المعلمين أن الذكاء الاصطناعي في التعليم أسهم في تسهيل مهامهم اليومية وتحليل أداء الطلبة بشكل أدق، مما أتاح لهم التركيز على تطوير المهارات الإبداعية بدلاً من الأعمال الروتينية.

في المقابل، يرى عدد من المعلمين أن الاعتماد المفرط على التقنية قد يُضعف التواصل الإنساني في الصف، مشددين على أهمية الحفاظ على الدور التربوي والأخلاقي للمعلم باعتباره العنصر الأهم في بناء شخصية الطالب.

وتقول المعلمة وفاء الباشا: «الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور المعلم بل يطوره، فهو شريك في تحسين الأداء ومساعد في إدارة الوقت».

بينما يرى الدكتور هاني حمزة أن مستقبل التعليم سيقوم على تكامل الذكاءين البشري والاصطناعي لتحقيق تعليم متوازن يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية.

الخبراء: الإمارات نموذج عربي رائد في التعليم الذكي

أوضح 89% من الخبراء أن الإمارات تقود التجربة العربية في توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم بفضل رؤيتها الاستباقية واستثمارها في البنية التحتية الرقمية والتدريب المتخصص للمعلمين.

وأكدوا أن المبادرات الحكومية مثل «صديق التعلم» و«أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» تعكس نهجاً متكاملاً يجمع بين التطور التقني وغرس القيم الأخلاقية لدى الطلبة، مشيرين إلى أن التعليم الذكي في الإمارات أصبح نموذجاً يحتذى به في المنطقة.

وقالت الخبيرة نورة المهيري إن دولة الإمارات تنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لبناء منظومة تعليمية ذكية وإنسانية في الوقت ذاته، تواكب المستقبل دون أن تتخلى عن جوهرها القيمي والتربوي.

تحديات التعليم الذكي في الإمارات واستعدادات المستقبل

رغم التقدم الكبير، أشار المشاركون إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في التعليم بالإمارات تتمثل في تفاوت جاهزية المدارس من حيث البنية التقنية وتدريب الكوادر، إلى جانب أهمية تعزيز أمن البيانات وحماية خصوصية الطلبة.

واتفقوا على أن نجاح التجربة يعتمد على تحقيق توازن بين الذكاء الاصطناعي والذكاء الإنساني، بحيث تبقى العملية التعليمية قائمة على الإبداع والقيم، ويظل المعلم محور العملية التربوية مهما تطورت التكنولوجيا.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى