
ترامب: توسيع اتفاقيات إبراهام ووساطة لإنهاء حرب أوكرانيا ضمن أولويات المرحلة المقبلة
ترامب يؤكد سعيه لتوسيع اتفاقيات إبراهام في الشرق الأوسط
في تصريحات جديدة تعكس عودة النشاط السياسي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الساحة الدولية، أعلن خلال مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس أنه يتوقع توسيع نطاق اتفاقيات إبراهام خلال الفترة القادمة، معربًا عن أمله في انضمام المملكة العربية السعودية ودول أخرى إلى مسار التطبيع الذي بدأ بين إسرائيل وعدد من الدول العربية عام 2020.
وقال ترامب: “آمل أن أرى السعودية تنضم قريبًا، وعندما تنضم السعودية، سينضم الجميع”، في إشارة إلى أن انضمام الرياض سيكون بمثابة نقطة تحول كبرى في العلاقات العربية الإسرائيلية.
اتفاقيات إبراهام ودور ترامب في صياغتها
اتفاقيات إبراهام، التي رعتها إدارة ترامب عام 2020، كانت خطوة تاريخية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، واعتُبرت آنذاك إحدى أبرز إنجازات السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقد فتحت الاتفاقيات المجال أمام تعاون اقتصادي وأمني واسع، وأعادت تشكيل التحالفات في المنطقة ضمن رؤية تهدف إلى إرساء استقرار استراتيجي ومواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.
تصريحات ترامب تأتي في توقيت بالغ الحساسية بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ لإنهاء حرب غزة بين إسرائيل وحماس، ما يمنح حديثه بعدًا إضافيًا يتعلق بمستقبل السلام في الشرق الأوسط، خصوصًا مع رغبة واشنطن في إعادة ضبط علاقاتها في المنطقة.
ترامب يتحرك دبلوماسيًا لإنهاء حرب أوكرانيا
وفي موازاة جهوده الشرق أوسطية، كشف ترامب أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناول سبل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال ترامب إن الاتصال شهد “تقدمًا كبيرًا”، وإن الجانبين اتفقا على عقد اجتماع رفيع المستوى في بودابست الأسبوع المقبل، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن الجانب الأمريكي.
وأضاف أنه سيناقش نتائج هذا الاتصال مع الرئيس الأوكراني خلال لقائهما في البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه التحركات هو “وضع نهاية سلمية لهذه الحرب المشينة بين روسيا وأوكرانيا”.
من جهتها، أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض أن إنهاء الحرب الأوكرانية يجب أن يتم عبر المفاوضات السياسية، مشيرة إلى أن بوتين أبدى التزامًا مبدئيًا بالجلوس مع ترامب لمناقشة شروط التسوية المحتملة، إضافة إلى بحث آفاق التعاون الاقتصادي بعد انتهاء الحرب.
دلالات سياسية وتحولات محتملة في المشهد العالمي
تحركات ترامب تعكس رغبة قوية في استعادة الدور الأمريكي القيادي في حل النزاعات الدولية، خصوصًا في ظل تراجع الثقة العالمية في فعالية الدبلوماسية الغربية خلال السنوات الماضية.
ويرى محللون أن تصريحات ترامب حول توسيع اتفاقيات إبراهام، بالتزامن مع جهوده في الملف الأوكراني، تمثل محاولة لتقديم نفسه كـ رجل سلام قادر على توحيد الملفات الدولية تحت رؤية واحدة.
كما أن الحديث عن انضمام السعودية إلى الاتفاقيات قد يعيد رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، ويفتح الباب أمام تحولات اقتصادية وأمنية واسعة تشمل مشاريع استثمارية ضخمة وتعاوناً إقليمياً في مجالات التكنولوجيا والطاقة والدفاع.