اخبار الامارات

طلاب الإمارات يبدعون في «جيتكس 2025».. مدارس تتحول إلى مختبرات لصناعة المستقبل

التعليم في الإمارات يخطو نحو جيل مبتكر يصنع الحلول

في مشهدٍ يعكس التحول النوعي في رؤية التعليم الإماراتي، خطف طلاب المدارس الأضواء في معرض جيتكس غلوبال 2025، أكبر حدث تقني في العالم، بعدما قدّموا سلسلة من المشاريع المبتكرة التي تدمج بين الذكاء الاصطناعي والإبداع العملي.

وقد خصصت وزارة التربية والتعليم جناحاً متكاملاً داخل المعرض لعرض ابتكارات الطلبة المواطنين تحت شعار «صنّاع المستقبل»، تأكيداً على أن الجيل الجديد في دولة الإمارات لا ينتظر المستقبل، بل يصنعه بيديه.

«مهندس زراعي ذكي» و«روبوت لطي الملابس».. ذكاء إماراتي في خدمة الحياة اليومية

استعرض طلاب إماراتيون نماذج تقنية لافتة، أبرزها روبوت “قاهر الصحراء” الذي صممه الطالبان حمد محمد الهاشمي وهزاع راشد الزيودي، من مدرسة المحمود الثانوية للبنين.

الروبوت يوظف الذكاء الاصطناعي كمساعد زراعي ذكي يراقب حالة التربة والنبات ويقترح أنسب طرق الري والتسميد، معتمداً على الطاقة الشمسية لتقليل استهلاك الموارد الطبيعية، والمساهمة في مكافحة التصحر وتعزيز الاستدامة الزراعية.

أما في مجال التطبيقات المنزلية الذكية، فقد أبهرت طالبات الصف التاسع الجمهور بابتكارهن روبوت “RoboFold”، القادر على طي الملابس وتنظيمها تلقائياً.

يعتمد الروبوت على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعرف على نوع القماش واختيار القوة المناسبة للطي دون إتلافه، مستعيناً بمكعبات «ليغو» التعليمية لتقديم نموذجٍ بسيطٍ قابلٍ للتطوير، يمكن استخدامه في مصانع الغسيل والمتاجر الذكية.

هذا المشروع يبرز قدرة الطلبة على تحويل فكرة يومية بسيطة إلى حل عملي ذكي يعزز جودة الحياة ويختصر الوقت والجهد.

التعليم الذكي.. منصة إماراتية تدعم التعلم الذاتي بالذكاء الاصطناعي

ومن بين المشاريع البارزة أيضاً، منصة تعليمية ذكية قدمتها الطالبات عائشة حميد الخيال وحور صلاح الريس والهنوف بن ماضي، تتيح للطلبة من الصف الأول حتى الثاني عشر تعلم مفاهيم الذكاء الاصطناعي بشكل ذاتي.

تعتمد المنصة على نظام تعلّم موجه بالذكاء الاصطناعي يقيس مستوى فهم الطالب ويقدّم دروساً تفاعلية واختبارات تقييمية تسمح له بالتقدم في المنهج حسب قدراته الفردية، ما يجعلها منظومة متكاملة تعزز التعليم الشخصي والمستدام.

هذه التجربة تعكس تحوّل التعليم في الإمارات من نموذج التلقين إلى نموذج الابتكار والإنتاج المعرفي، بما يواكب متطلبات اقتصاد المعرفة العالمي.

وزارة التربية: مدارسنا مختبرات للبحث والتجريب

وفي تصريح صحفية، أكدت فاطمة الحمادي، رئيس تبنّي التكنولوجيا والإنتاجية الرقمية بوزارة التربية والتعليم، أن هذه المشاريع تمثل جزءاً من منهج الابتكار العملي الذي تتبناه الوزارة، مشيرة إلى أن الهدف هو تحويل المدارس إلى مختبرات بحث وتجريب لا قاعات تقليدية.

وقالت الحمادي: «نريد أن يتخرج الطالب قادراً على تحويل فكرته إلى نموذج حقيقي، وأن يرى في التكنولوجيا وسيلة لبناء مستقبل أفضل وخدمة المجتمع».

وأضافت أن الوزارة تسعى إلى بناء جيل جديد من الطلبة «يمتلك روح الباحث، وعقل المبرمج، وإيماناً بالمسؤولية تجاه البيئة والمجتمع»، معتبرة أن الابتكار لم يعد نشاطاً جانبياً بل ركيزة أساسية في منظومة التعليم الإماراتي الحديث.

جيتكس 2025.. منصة لإطلاق العقول الإماراتية نحو المستقبل

مشاركة الطلبة في «جيتكس 2025» تعكس مكانة الإمارات في ربط التعليم بالتكنولوجيا، ضمن رؤية وطنية تهدف إلى بناء جيل رقمي مبدع قادر على المنافسة في ميادين الذكاء الاصطناعي والهندسة والبرمجة.

فالمدرسة الإماراتية اليوم لم تعد فقط مكاناً للتعلم، بل أصبحت مختبراً مفتوحاً لصناعة المستقبل، حيث تتحول الأفكار الصغيرة إلى اختراعات مؤثرة، تمهّد الطريق نحو اقتصاد معرفي متكامل يقوده الإنسان.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى