اخبار الامارات

محمد بن زايد يوجّه برفع مساحة المحميات الطبيعية في أبوظبي إلى 20% من إجمالي مساحة الإمارة

خطوة استراتيجية تعزز مكانة الإمارات في صدارة الدول الحامية للتنوع البيولوجي عالميًا

في خطوة جديدة تعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بزيادة مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي لتصل إلى 20% من إجمالي مساحة الإمارة، في خطوة تُعد من أكبر مبادرات الحفاظ على البيئة في المنطقة.

يأتي هذا التوجيه تزامنًا مع فعاليات المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 الذي استضافته العاصمة أبوظبي، في حدث دولي جمع نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف دول العالم تحت شعار «تعزيز الجهود النوعية للحفاظ على الطبيعة»، ما يعزز موقع الدولة الريادي في العمل البيئي العالمي.

توسيع شبكة زايد للمحميات الطبيعية

ستتولى هيئة البيئة في أبوظبي إدارة المحميات الجديدة، التي تمتد على مساحة 4581 كيلومتراً مربعاً، تُضاف إلى شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي تضم حالياً 13 محمية برية و6 محميات بحرية.

ومع هذه الإضافة، يرتفع العدد الإجمالي إلى 26 محمية طبيعية بمساحة إجمالية تبلغ نحو 22,821 كيلومتراً مربعاً.

وتشمل التوسعة ثلاث محميات برية جديدة هي:

محمية كثبان الوثبة الأحفورية، التي تُعد موقعاً فريداً من نوعه يعكس تاريخ التغيرات الجيولوجية في المنطقة.

محمية خزان ليوا للمياه الجوفية، التي تحافظ على أحد أهم مصادر المياه الطبيعية في الدولة.

محمية الغاف الطبيعي، التي تسهم في حماية شجرة الغاف، الرمز الوطني الراسخ في وجدان الإماراتيين.

كما ستُضاف محميتان بحريتان جديدتان هما محمية أبو الأبيض البحرية ومحمية صير بني ياس وجزر الصحراء البحرية، إلى جانب توسعة محمية قصر السراب ومحمية رأس غناضة البحرية، ما يعكس الاهتمام المتوازن بالمناطق البرية والبحرية على حد سواء.

رؤية بيئية تتوارثها الأجيال

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة بأبوظبي، أن هذه الخطوة تجسد رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ مبادئ الاستدامة، مشيراً إلى أن حماية التنوع البيولوجي في أبوظبي تمثل امتداداً لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي جعل من حماية البيئة نهجاً ثابتاً في سياسة الدولة.

وأضاف أن توسيع نطاق المحميات الطبيعية يعزز مكانة أبوظبي عالمياً كنموذج رائد في العمل البيئي، من خلال تطوير برامج حماية متقدمة تسهم في الحفاظ على الأنظمة البيئية وضمان استدامتها للأجيال المقبلة.

الإمارات تسرّع خطاها نحو أهداف التنوع البيولوجي 2030

من جهته، أوضح محمد أحمد البواردي نائب رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة بأبوظبي، أن توجيهات رئيس الدولة تمثل التزاماً عملياً بأهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي 2030، وتدعم مبادرة «30×30» التي تهدف لحماية 30% من النظم البيئية البرية والبحرية على مستوى العالم بحلول عام 2030.

أما الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام للهيئة، فأكدت أن هذه المبادرة ستحدث “نقلة نوعية في العمل البيئي بأبوظبي”، موضحةً أنها تترجم التوجه الوطني نحو تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وصون الطبيعة، بما يجعل الإمارة نموذجاً يحتذى به في المنطقة.

تعزيز الاستدامة ومواجهة التغير المناخي

تأتي هذه التوجيهات في إطار دعم الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي 2031، التي تركز على حماية المناطق ذات الأهمية البيئية وإعادة تأهيل النظم المتأثرة بيئياً، إضافةً إلى تقليل آثار التغير المناخي ومخاطر الكوارث الطبيعية.

كما تهدف إلى رفع قدرة المنظومات البيئية في الدولة على التكيف مع التحديات البيئية المستقبلية.

وتسهم هذه الخطوة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خاصة الهدفين المتعلقين بالحياة في البر والحياة تحت الماء، مما يعزز الدور العالمي للإمارات كدولة تتبنى حلولاً عملية لمواجهة أزمة المناخ.

نحو مستقبل بيئي مستدام للإمارات

بهذا التوجيه التاريخي، تواصل الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مسيرتها نحو مستقبل أكثر استدامة وتوازناً بين الإنسان والطبيعة، مؤكدةً أن حماية البيئة ليست مجرد خيار، بل هي مسؤولية وطنية وإرث حضاري يعبّر عن رؤية دولة تؤمن بأن التنمية لا تتحقق إلا بانسجام مع الطبيعة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى