مجالس المستقبل العالمية 2025: الإمارات ترسخ ريادتها مركزاً لصناعة المستقبل وحوكمة التحولات العالمية
في مشهد يجمع العقول الرائدة من مختلف أنحاء العالم، تواصل مجالس المستقبل العالمية 2025، التي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، دورها كمنصة استراتيجية لصياغة مستقبل أكثر استدامة وابتكاراً، حيث تحولت إلى مختبر عالمي للسياسات والمبادرات المستقبلية التي تستشرف التحديات وتبتكر حلولاً شاملة للإنسانية.
الإمارات منصة عالمية لاستشراف المستقبل
تنعقد الدورة الحالية لمجالس المستقبل العالمية في دبي خلال الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر 2025، بمشاركة نحو 700 خبير من 93 دولة يمثلون أكثر من 30 قطاعاً حيوياً حول العالم، في أكبر تجمع للخبراء وصناع القرار منذ تأسيس المجالس قبل 17 عاماً.
وتتميز نسخة هذا العام بانعقادها للمرة الأولى بالتزامن مع الاجتماع السنوي للأمن السيبراني، ما يعكس الرؤية التكاملية بين التكنولوجيا وحماية الفضاء الرقمي، ويجسد حرص الإمارات على بناء منظومة معرفية عالمية تواكب التحولات السريعة في الذكاء الاصطناعي والأمن الرقمي والاقتصاد المتجدد.
حوكمة الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي محور اهتمام عالمي
تشكل مجالس المستقبل العالمية ركيزة رئيسية في جهود الإمارات لتوحيد الرؤى العالمية حول حوكمة الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وتعزيز الاقتصاد المستدام القائم على المعرفة. ومنذ انطلاقها عام 2008، أصبحت هذه المجالس منصة حوار مؤثرة تربط الحكومات بالقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، حيث استضافت أكثر من 900 مجلس و12 ألف مشارك من أكثر من 1500 شركة و800 مؤسسة أكاديمية و600 منظمة مجتمع مدني.
نتائج ملموسة ومبادرات ذات أثر عالمي
نجحت المجالس في تحويل الحوار إلى أفعال، من خلال إطلاق 42 مبادرة وطنية ودولية أسهمت في صياغة سياسات متقدمة ودعم تمويلات تجاوزت 81 مليون دولار لتسريع الابتكار في مجالات متعددة.
كما أطلقت مبادرة «ثورة إعادة تأهيل المهارات»، التي تستهدف مواجهة التغيرات في سوق العمل العالمي، في ظل توقعات بتعطل أكثر من مليار وظيفة بحلول عام 2030.
وتقدر القيمة الاقتصادية لهذه المبادرة بنحو 2.93 تريليون دولار، مع تأثير مباشر في حياة أكثر من 716 مليون إنسان حول العالم، بهدف الوصول إلى 1.1 مليار مستفيد خلال السنوات المقبلة.
ابتكارات مؤثرة في السياسات العالمية
من بين المبادرات البارزة المنبثقة عن المجالس، برز تحالف الهواء النظيف، الذي أسهم في إعداد أول دليل علمي للإبلاغ عن تلوث الهواء، وألزم أكثر من 50 ألف شركة في الاتحاد الأوروبي بالإفصاح عن أثرها البيئي.
كما أطلق مجلس مقاومة مضادات الميكروبات “الميثاق العالمي في دافوس”، الذي يهدف إلى الحد من الوفيات الناتجة عن مقاومة المضادات الحيوية وإنقاذ أكثر من 100 مليون حياة بحلول عام 2050، بمشاركة 25 منظمة عالمية من مؤسسات خيرية وشركات تكنولوجيا طبية وهيئات أكاديمية.
ستة محاور لرسم ملامح الغد
ترتكز مجالس المستقبل العالمية 2025 على ستة محاور استراتيجية تشمل التكنولوجيا، والاقتصاد، والمجتمع، والبيئة، والحوكمة، والصحة. وتناقش الجلسات قضايا محورية مثل الذكاء الاصطناعي العام، والأمن السيبراني، والتقنيات الفضائية، والاقتصاد الأزرق المتجدد، ومستقبل الوظائف.
وتسعى هذه المحاور إلى وضع خارطة طريق لمواجهة التحديات العالمية، وصياغة نموذج جديد للتعاون بين الحكومات والمؤسسات في إدارة التحولات الكبرى.
الإمارات مركز لصناعة الحلول العالمية
يعكس نجاح الإمارات في استضافة هذا الحدث العالمي مكانتها المتقدمة كمركز دولي لـصناعة المستقبل واستشراف التحولات التقنية والاجتماعية، ويؤكد دورها الريادي في قيادة الحوار العالمي حول التنمية المستدامة.
فمن خلال المجالس، تؤكد الإمارات أنها ليست فقط منصة للأفكار، بل محركاً عالمياً للحلول العملية التي تسهم في بناء مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة.