
ترامب يطلق برنامج الطائرات المسيرة بقيمة 500 مليون دولار لتأمين كأس العالم 2026
في خطوة تعكس تصاعد القلق الأمريكي من التهديدات الأمنية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إطلاق برنامج وطني للطائرات المسيرة بقيمة 500 مليون دولار، يهدف إلى تعزيز أمن الفعاليات الكبرى، وعلى رأسها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة بمشاركة كندا والمكسيك.
برنامج الطائرات المسيرة لتعزيز أمن الملاعب الأمريكية
يأتي هذا القرار قبل أقل من عام على انطلاق البطولة، التي تُعد أضخم حدث رياضي تستضيفه أمريكا منذ أولمبياد لوس أنجلوس 1984.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية، فإن البرنامج يهدف إلى تحصين الأجواء الأمريكية من أي تهديدات محتملة باستخدام الطائرات المسيّرة، سواء كانت ذات طابع تجسسي أو تهديدي، خصوصاً في ظل ازدياد استخدام هذه الطائرات في الصراعات الحديثة وفي أعمال التجسس حول العالم.
وسيركز البرنامج على دعم حكومات الولايات والسلطات المحلية في وضع استراتيجيات متطورة لمكافحة الطائرات غير المصرح بها، إلى جانب تزويد إدارات الشرطة والمطارات والملاعب بتقنيات حديثة للكشف والتعطيل الفوري لأي طائرة مشبوهة.
أمن كأس العالم 2026 أولوية قصوى للبيت الأبيض
يولي البيت الأبيض أهمية استثنائية لتأمين مباريات كأس العالم الـ104 التي ستُقام على أراضي الولايات المتحدة، حيث يُتوقع حضور ملايين المشجعين من مختلف دول العالم.
وأشار مسؤولون في الإدارة الأمريكية إلى أن البرنامج الجديد لن يقتصر على البطولة فقط، بل سيمتد ليشمل فعاليات كبرى قادمة مثل الذكرى الـ250 لتأسيس الولايات المتحدة عام 2026 ودورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028.
وأوضح البيت الأبيض أن التمويل المخصص سيُتاح لجميع الولايات الأمريكية الخمسين، مع إعطاء الأولوية للمدن الكبرى التي تستضيف المباريات، مثل نيويورك، ولوس أنجلوس، وميامي، ودالاس.
تكنولوجيا متقدمة لمكافحة الطائرات المسيّرة
بحسب مصادر حكومية، يخطط البرنامج لاستخدام أجهزة محمولة للكشف عن الطائرات المسيرة، يمكنها تعقب الطائرة في الهواء وتعطيل إشاراتها الإلكترونية أو إصدار أوامر لها بالعودة إلى نقطة الإقلاع.
كما يجري تطوير أنظمة تشويش متطورة قادرة على إحباط أي محاولة اختراق جوي للملاعب أو المنشآت الحساسة.
وقال أندرو جولياني، رئيس فريق عمل البيت الأبيض المعني بكأس العالم 2026، في تصريحات لصحيفة بوليتيكو:”جميع المحافظين وقادة الشرطة في المدن المستضيفة يؤكدون أن هذه الخطوة ضرورية لحماية الجماهير والمواقع الحيوية خلال البطولة. الأمن الجوي لم يعد ترفاً، بل أصبح ضرورة وطنية.”
تنافس عالمي في تكنولوجيا الطائرات المسيرة
تأتي هذه الخطوة في وقت تتسابق فيه الدول الكبرى لتطوير قدراتها في مجال الطائرات بدون طيار (الدرونز)، التي باتت تُستخدم على نطاق واسع في المراقبة والأمن وحتى في النزاعات العسكرية.
وتخشى واشنطن من تفوق بعض الدول المنافسة مثل الصين وروسيا في هذا المجال، وهو ما دفع إدارة ترامب إلى الاستثمار في بناء درع تكنولوجي متكامل يحافظ على أمنها الداخلي وتفوقها التقني.
رسالة قوية للعالم
يرى محللون أن برنامج الطائرات المسيرة الجديد يعكس رغبة إدارة ترامب في إرسال رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة جادة في حماية أراضيها وفعالياتها من أي تهديد، خاصة مع اقتراب حدث رياضي يجذب أنظار العالم.
كما يُتوقع أن يفتح البرنامج الباب أمام شراكات جديدة بين الحكومة الأمريكية وشركات التكنولوجيا الدفاعية لتطوير أنظمة مراقبة متقدمة تُستخدم لاحقاً في قطاعات أخرى.
بهذا القرار، تدخل الولايات المتحدة مرحلة جديدة في حربها التكنولوجية ضد التهديدات الجوية الصغيرة، في وقت يتقاطع فيه الأمن القومي مع التطور التقني، استعداداً لاستضافة كأس العالم الأكثر أماناً في التاريخ الحديث.