
العروض البنكية في الإمارات 2025: منافسة قوية على خفض الفوائد وتأجيل الأقساط لجذب العملاء
تشهد السوق المصرفية في دولة الإمارات خلال الربع الأخير من عام 2025 منافسة غير مسبوقة بين البنوك المحلية والأجنبية، حيث تتسابق المؤسسات المالية في تقديم عروض بنكية مغرية للمواطنين والمقيمين، بهدف جذب العملاء الجدد والحفاظ على العملاء الحاليين.
وتأتي هذه العروض في وقت يتزايد فيه اهتمام الأفراد بإعادة جدولة التزاماتهم المالية والبحث عن حلول تخفف عبء المديونيات.
شراء المديونيات أبرز ملامح العروض البنكية الجديدة
تركّز معظم العروض البنكية في الإمارات حاليًا على شراء المديونيات بفوائد أقل ومنح فترات سماح طويلة قبل بدء السداد، تمتد بين سبعة إلى 12 شهرًا للمواطنين، وبين ثلاثة إلى تسعة أشهر للمقيمين، وفق بيانات جمعتها «الإمارات اليوم» من عدد من البنوك المحلية والدولية.
وتشمل الحوافز الأخرى خفض أسعار الفائدة لتبدأ من 2.4% ثابتة، إلى جانب مكافآت نقدية ترحيبية تصل إلى 15 ألف درهم للعملاء الجدد الذين ينقلون رواتبهم أو مديونياتهم.
كما تعفي البنوك العملاء من الرسوم الإدارية وتمنحهم حرية الاختيار بشأن رسوم التأمين على القروض.
الربع الأخير من العام.. موسم العروض البنكية القوية
يرى خبراء مصرفيون أن الربع الأخير من كل عام يُعدّ موسم النشاط البنكي الأبرز في الإمارات، إذ تكثّف البنوك حملاتها التسويقية لجذب عملاء جدد مع اقتراب نهاية العام.
ويقول المصرفي تامر أبوبكر إن التركيز هذا العام ينصب على «شراء المديونيات ومنح العملاء فترة راحة مالية من عبء الأقساط الشهرية»، مشيرًا إلى أن فترة التأجيل تختلف باختلاف رغبة العميل، لكنها قد تؤدي إلى زيادة في الفوائد وقيمة القسط الشهري على المدى الطويل.
وأضاف: «ينبغي على العملاء الموازنة بين حاجتهم إلى فترة راحة مؤقتة وبين التكاليف الإضافية الناتجة عن التأجيل الطويل».
تأجيل الأقساط.. راحة مؤقتة وتكاليف خفية
من جانبه، أوضح المصرفي مصطفى أحمد أن نسبة كبيرة من العملاء في الدولة لديهم بالفعل قروض شخصية، لذلك تركّز البنوك على إعادة شراء المديونيات القائمة بين بعضها البعض لتوسيع حصتها السوقية.
وأشار إلى أن تأجيل الأقساط يمنح المقترض فرصة لترتيب التزاماته اليومية دون ضغط، لكنه في المقابل يزيد من حجم الفوائد التراكمية، ما يرفع إجمالي التكلفة على العميل مستقبلاً.
وأضاف: «نقل المديونية إلى بنك آخر أو إعادة الهيكلة داخل البنك نفسه قد يؤدي إلى خسارة جزء من الفوائد التي تم سدادها سابقًا، خصوصًا في القروض ذات الفائدة المتناقصة، حيث تُحصّل معظم الفوائد في الأشهر الأولى».
نصائح العملاء قبل نقل المديونية أو قبول العروض البنكية
ينصح الخبراء العملاء بضرورة دراسة العروض البنكية بعناية، ومقارنة تفاصيل الفوائد وفترات السماح والرسوم قبل اتخاذ القرار. كما ينبغي التأكد من أن نقل المديونية يوفّر فائدة مالية حقيقية، وليس مجرد تأجيل مؤقت يضاعف الالتزامات لاحقًا.
ويؤكد المتخصصون أن إعادة التمويل أو شراء المديونيات يمكن أن تكون خيارًا ذكيًا إذا استُخدمت بحذر، خاصة في ظل المنافسة القوية بين البنوك الإماراتية التي تسعى لتعزيز قاعدة عملائها في نهاية 2025.
بهذه العروض التنافسية، تعكس المصارف الإماراتية حيوية القطاع المالي المحلي واستجابته السريعة لمتغيرات السوق، مع الحرص على دعم العملاء وتوفير خيارات أكثر مرونة في القروض الشخصية ونقل المديونيات، بما يعزز الاستقرار المالي للأفراد ويحفز النشاط الاقتصادي في الدولة.