ترامب في زيارة خاطفة إلى تل أبيب.. أقصر زيارة لرئيس أمريكي في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

في خطوة مفاجئة وصفها المراقبون بأنها الأقصر والأكثر كثافة في تاريخ زيارات الرؤساء الأمريكيين إلى إسرائيل، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح اليوم إلى تل أبيب في زيارة رسمية لم تتجاوز أربع ساعات فقط، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة واستنفار شامل في مختلف الأجهزة الإسرائيلية.

زيارة ترامب إلى إسرائيل 2025.. توقيت حساس وأجندة مزدحمة

تأتي زيارة ترامب لإسرائيل في لحظة سياسية حرجة، إذ تتزامن مع عودة الرهائن الإسرائيليين المحررين من الأسر، ومع تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية المفاوضات الجارية بشأن مستقبل قطاع غزة.

وتعد هذه أول زيارة رسمية لترامب إلى إسرائيل منذ توليه منصبه الرئاسي في بداية عام 2025، بعد غياب استمر أكثر من سبع سنوات منذ زيارته السابقة عام 2017 خلال ولايته الأولى.

ورغم قصر مدة الزيارة، إلا أن برنامجها مكثّف ويشمل سلسلة من اللقاءات الرسمية رفيعة المستوى في العاصمة القدس، حيث يجتمع ترامب بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحق هرتسوغ، لمناقشة الملفات الأمنية المشتركة، ومستقبل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، والجهود الدبلوماسية المتعلقة بأمن المنطقة.

تأهب أمني غير مسبوق في تل أبيب والقدس

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن السلطات الإسرائيلية أعلنت ما يسمى بـ “تأهب ترامب”، وهو أعلى مستوى من الجاهزية الأمنية في البلاد، بدأ تطبيقه منذ الساعات الأولى من صباح اليوم وحتى انتهاء الزيارة عند الواحدة ظهرًا.

وشارك في تأمين الزيارة أكثر من 4 آلاف شرطي وجندي، في حين تم إغلاق الطريق السريع رقم (1) الواصل بين تل أبيب والقدس في الاتجاهين، وتحويل الحركة إلى طرق بديلة مثل 443 و60 و395، ما تسبب في ازدحامات مرورية حادة داخل العاصمة والمناطق المحيطة بها.

كما تم نقل سيارة ترامب الرئاسية الشهيرة “الوحش” من واشنطن خصيصًا لاستخدامها خلال الجولة القصيرة، وسط قافلة ضخمة من المركبات المصفحة التي رافقته منذ لحظة هبوط طائرته في مطار بن غوريون الدولي عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا.

لقاءات سياسية وإنسانية في جدول مضغوط

بعد وصوله إلى القدس، توجه ترامب مباشرة إلى مبنى الكنيست، حيث وقّع في سجل الزوار الرسمي، قبل عقد اجتماعات مغلقة مع نتنياهو وهرتسوغ لمناقشة ملف الرهائن والمفاوضات الإقليمية.

كما كان من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي عددًا من عائلات المختطفين الإسرائيليين، إلا أن الفريق الطبي المشرف عليهم نصح بتأجيل اللقاء حفاظًا على استقرارهم النفسي بعد التجربة القاسية التي مرّوا بها.

ترامب يغادر إلى مصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ

وبعد انتهاء جدول اللقاءات المكثّف، غادر الرئيس الأمريكي الأراضي الإسرائيلية في تمام الساعة الواحدة ظهرًا متجهًا إلى مصر، حيث يشارك في قمة شرم الشيخ التاريخية التي تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وعددًا من القادة العرب والأوروبيين، لبحث مستقبل غزة وسبل تثبيت اتفاق إنهاء الحرب.

أهمية الزيارة في المشهد السياسي الإقليمي

تعتبر هذه الزيارة، رغم قصرها، رمزية عالية الدلالة في مسار العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. فهي تعكس حرص واشنطن على تأكيد التزامها بأمن إسرائيل، وفي الوقت نفسه رغبتها في لعب دور الوسيط النشط في تسوية أزمات الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل الجهود الدولية الرامية إلى إعادة الإعمار واستعادة الاستقرار في غزة.

ويرى محللون أن ترامب يسعى من خلال جولته الشرق أوسطية السريعة إلى تعزيز صورته الدولية كرئيس قوي قادر على إعادة ترتيب التحالفات الأمريكية في المنطقة، تمهيدًا لمرحلة جديدة من التعاون الأمني والسياسي بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط.