
الشارقة تستعد لإطلاق «منتدى الاستثمار 2025» بمشاركة 10 آلاف خبير ومؤسس: رؤية عالمية لاقتصاد المستقبل المستدام
تستعد إمارة الشارقة لاستقبال نخبة من رواد الاستثمار وصنّاع القرار حول العالم ضمن فعاليات «منتدى الشارقة للاستثمار 2025»، الذي يُقام يومي 22 و23 أكتوبر الجاري، تحت شعار «قيادة التحول العالمي: استثمار نحو مستقبل مرن ومستدام».
ويُتوقّع أن يشهد المنتدى حضوراً لافتاً يضم أكثر من 10 آلاف مشارك من المستثمرين والخبراء والمبتكرين، إلى جانب 95 متحدّثاً دولياً، ضمن 160 فعالية وجلسة حوارية تُغطي أحدث توجهات الاقتصاد العالمي، في وقتٍ يواجه فيه العالم تحولات اقتصادية وتقنية متسارعة.
منتدى الشارقة للاستثمار 2025: منصة لتوجيه رأس المال نحو المستقبل
ينعقد المنتدى في سياق اقتصادي عالمي تتغيّر فيه خرائط الاستثمار التقليدي، وتتجه بوصلة رؤوس الأموال نحو القطاعات الناشئة القائمة على التكنولوجيا والمعرفة والذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل من المنتدى حدثاً محورياً في رسم مستقبل الاقتصاد الإقليمي والدولي.
ويأتي تنظيم المنتدى ضمن أجندة موحدة مع مؤتمر الاستثمار العالمي، تأكيداً على الدور الذي تلعبه الشارقة في دعم الحوار الاقتصادي الدولي، وتسهيل تبادل الخبرات بين المستثمرين وصنّاع القرار من مختلف القارات.
الشركات الناشئة.. محركات النمو في اقتصاد المستقبل
يركّز «منتدى الشارقة للاستثمار 2025» على الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بوصفها محركات أساسية للنمو المستقبلي، إذ تشير بيانات البنك الدولي إلى أن هذه الفئة تمثل أكثر من 90% من إجمالي الشركات عالمياً، وتوفر نحو نصف الوظائف في السوق العالمية.
ويطرح المنتدى تساؤلات جوهرية حول كيفية تحويل الشركات الناشئة من متلقٍ للتمويل إلى محفّز للاستثمار الأجنبي المباشر، من خلال عرض تجارب رائدة في قطاعات الذكاء الاصطناعي التطبيقي، والتكنولوجيا الزراعية، والتعليم الرقمي، والرعاية الصحية الذكية، والخدمات الإبداعية، وهي مجالات باتت تتصدر المشهد الاقتصادي العالمي.
الإمارات في صدارة مشهد التمويل الجريء إقليمياً
بحسب تقرير MAGNiTT لعام 2024، جاءت الإمارات في المركز الأول إقليمياً في مجال التمويل الجريء، مستحوذة على 33% من إجمالي الاستثمارات في المنطقة، بما يعادل نحو 1.9 مليار دولار، وهو ما يعكس البيئة الاقتصادية الجاذبة والبنية التشريعية المرنة التي تتمتع بها الدولة.
كما أظهر تقرير ومضة 2024 أن المنطقة العربية شهدت جمع استثمارات بلغت 2.3 مليار دولار عبر 610 صفقات في قطاع الشركات الناشئة، ما يعكس مرونة السوق وجاذبيته لرؤوس الأموال الأجنبية، خاصة في مجالات التكنولوجيا المالية والتعليم الرقمي والطاقة النظيفة.
دور الشارقة في تعزيز بيئة الاستثمار
على المستوى المحلي، تسهم الشارقة في تعزيز مكانة الإمارات كوجهة استثمارية عالمية من خلال مبادراتها المتعددة في دعم رواد الأعمال، وتوفير المناطق الحرة المتخصصة التي تُسهم في جذب المشاريع الناشئة وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات تسهم بنحو 63.5% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ما يجعل هذا القطاع أحد الأعمدة الرئيسة في تحقيق رؤية الإمارات 2031 القائمة على تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة.
منتدى الاستثمار في الشارقة.. بوابة للحوار العالمي
يشكّل المنتدى فرصة فريدة لتبادل الأفكار بين القطاعين العام والخاص، واستعراض الحلول العملية لجعل الاستثمار أكثر مرونة واستدامة في مواجهة التحديات العالمية مثل التحول الرقمي، وتغير المناخ، وتقلبات سلاسل الإمداد.
ومن المتوقع أن تُسهم الجلسات الحوارية في طرح رؤى جديدة حول تمويل الابتكار، والشراكات العابرة للحدود، واستراتيجيات التحول الأخضر، ما يعزز مكانة الشارقة كمركز إقليمي للمعرفة والريادة والاستثمار المسؤول.
رؤية الإمارات للمستقبل: استثمار يقود التنمية المستدامة
يمثل «منتدى الشارقة للاستثمار 2025» امتداداً لجهود دولة الإمارات في ترسيخ نموذج اقتصادي مرن ومبتكر يعتمد على التنوع والتكنولوجيا والريادة، ويُعيد رسم العلاقة بين رأس المال والابتكار.
ومع تصاعد التحديات العالمية، تؤكد الشارقة من خلال هذا الحدث الدولي أن الاستثمار في الإنسان والمعرفة هو الطريق الأمثل لبناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً.