
كارثة صحية في البرازيل: 5 وفيات وعشرات الإصابات بسبب تسمم الكحول الميثانولي
تشهد البرازيل أزمة صحية متفاقمة إثر انتشار مشروبات كحولية مغشوشة تحتوي على مادة الميثانول السامة، ما أدى إلى وفاة 5 أشخاص وإصابة 29 آخرين في ولايات مختلفة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة البرازيلية اليوم الأحد.
وتواصل السلطات تحقيقاتها في أكثر من 200 حالة تسمم مشتبه بها وسط تحذيرات من تفاقم الوضع في حال استمرار تداول هذه المشروبات في الأسواق غير القانونية.
تسمم الميثانول في البرازيل يثير الذعر
وأوضحت وزارة الصحة أن أغلب الإصابات تم تسجيلها في ولاية ساو باولو، التي تمثل أكثر من 70% من إجمالي الحالات المؤكدة، فيما تم رصد حالات متفرقة في ولايات أخرى مثل بارانا وريو جراندي دو سول.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الضحايا تناولوا مشروبات كحولية مزيفة تباع بأسعار منخفضة في الأكشاك والأسواق العشوائية.
الميثانول، وهو مادة كحولية سامة تُستخدم عادة في الصناعات وليس للاستهلاك البشري، يمكن أن يؤدي حتى بجرعات صغيرة إلى فقدان البصر، والفشل الكلوي، واضطرابات عصبية وتنفسية حادة، وغالباً ما تكون النتيجة قاتلة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.
تحرك حكومي عاجل لمواجهة الأزمة
وفي ضوء تزايد الحالات، أعلن وزير العدل ريكاردو ليفاندوفسكي عن تشكيل لجنة طوارئ تضم ممثلين من الحكومة والقطاع الخاص لتنسيق جهود المواجهة ومتابعة التحقيقات.
وأكد أن السلطات لن تتهاون مع أي جهة متورطة في إنتاج أو توزيع الكحوليات المغشوشة، مشيراً إلى أن “كل الفرضيات مطروحة على الطاولة”.
كما قامت الأمانة الوطنية لحماية المستهلك (Senacon) بشنّ حملة تفتيش واسعة، أغلقت خلالها عدداً من المتاجر والمحال التي يشتبه في بيعها مشروبات مغشوشة، وأخطرت أكثر من 25 شركة وموزعًا لتقديم بيانات حول سلسلة التوريد ومصادر هذه المنتجات.
وزارة الصحة تطلق خطة إنقاذ وطنية
استجابةً لحجم الكارثة، أعلنت وزارة الصحة البرازيلية عن خطة وطنية عاجلة لمواجهة تسمم الكحول الميثانولي، تضمنت شراء 12 ألف جرعة من الإيثانول الطبي و2,500 وحدة من دواء فومبيزول المستخدم لعلاج حالات التسمم.
وتم توزيع هذه الأدوية على المستشفيات ومراكز السموم في الولايات الأكثر تضرراً، مثل باهيا وبيرنامبوكو وماتو جروسو والعاصمة برازيليا.
وأكد وزير الصحة ألكسندر باديلا أن بلاده تعمل بتنسيق مباشر مع منظمة الصحة للبلدان الأمريكية (OPS) لتأمين الأدوية والعلاج اللازمين، موضحاً أن التدخل الطبي المبكر يمكن أن ينقذ حياة المصابين ويمنع فقدان البصر الدائم.
تحذيرات للسكان والسياح
وحذّرت السلطات البرازيلية المواطنين والسياح من تناول أي مشروبات كحولية تُباع في أماكن غير مرخصة، داعية إلى ضرورة التوجه الفوري إلى أقرب مركز طبي عند ظهور أعراض مثل الدوار، تشوش الرؤية، صعوبة التنفس، أو الارتباك الذهني.
كما شددت على أن العلاج يجب أن يتم حصراً داخل المستشفيات المتخصصة وتحت إشراف طبي دقيق.
أزمة الكحول المغشوش في البرازيل تهدد الأمن الصحي
ويرى خبراء الصحة العامة أن هذه الأزمة تمثل ناقوس خطر جديد بشأن تزايد تجارة الكحوليات المغشوشة في أمريكا اللاتينية، والتي تُعد مصدر قلق متكرر في فترات الركود الاقتصادي.
فبينما يسعى المستهلكون للحصول على بدائل أرخص، تستغل شبكات التهريب هذه الثغرة لطرح منتجات سامة تهدد الأرواح.
ومن المتوقع أن تفرض الحكومة البرازيلية تشريعات أكثر صرامة وتنظيمًا لأسواق الكحول خلال الفترة المقبلة، إلى جانب إطلاق حملات توعية وطنية لتثقيف المواطنين حول مخاطر المشروبات المجهولة المصدر.