
الإمارات.. عامان من العطاء الإنساني لإغاثة غزة وتخفيف معاناة أهلها
يصادف يوم غد الإثنين مرور عامين على إطلاق حملة «تراحم من أجل غزة»، المبادرة الإماراتية التي شكّلت نقطة تحول في مسار الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، ورسّخت مكانة الإمارات كأكبر مانح للمساعدات في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
جهود دبلوماسية إماراتية لإنهاء الحرب ودعم الاعتراف بدولة فلسطين
لم تقتصر تحركات الإمارات على الإغاثة الميدانية فحسب، بل امتدت لتشمل مساعٍ دبلوماسية مكثفة على المستويين الإقليمي والدولي لإنهاء الحرب ووقف العدوان الإسرائيلي.
وخلال العامين الماضيين، حشدت الإمارات دعمًا دوليًا واسعًا من أجل وقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، كما رحبت باعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين، معتبرة ذلك خطوة مهمة لترسيخ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
الإمارات أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في غزة
وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، استحوذت المساعدات الإماراتية على 44% من إجمالي الدعم الدولي الموجه إلى غزة خلال العامين الماضيين.
ومن خلال عملية “الفارس الشهم 3″، تمكنت الإمارات من إيصال أكثر من 90 ألف طن من المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية عبر البر والبحر والجو، بتكلفة تجاوزت 1.8 مليار دولار.
عمليات جوية وبحرية وبرية مستمرة لإغاثة سكان غزة
نفذت الإمارات 81 عملية إنزال جوي ضمن مبادرة “طيور الخير”، أسقطت خلالها أكثر من 4 آلاف طن من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
كما أنشأت عشرات المخابز والمطابخ الميدانية والتكايا الخيرية داخل القطاع، لتوفير الخبز والوجبات الساخنة يوميًا لعشرات الآلاف من العائلات المتضررة.
وخلال شهر رمضان الماضي، وزعت الإمارات 13 مليون وجبة إفطار عبر هيئة الهلال الأحمر، ووفرت الدعم لأكثر من 50 تكية خيرية، استفاد منها أكثر من مليوني شخص.
مشاريع مائية ضخمة لمواجهة أزمة العطش في غزة
من أبرز المبادرات الإنسانية الإماراتية كان مشروع خط المياه الناقل من محطات التحلية المصرية إلى داخل قطاع غزة، الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة.
يمتد الخط بطول 7.5 كيلومتر ويضخ نحو مليوني جالون من المياه يوميًا، لتأمين احتياجات أكثر من مليون فلسطيني، مع ربطه بخزان البراق في خان يونس بسعة 5000 متر مكعب.
كما أطلقت الإمارات مشاريع حفر وصيانة آبار المياه وشبكات الصرف الصحي، وأرسلت صهاريج مخصصة لنقل المياه العذبة لمناطق العطش الشديد.
دعم القطاع الصحي والمستشفيات الميدانية في غزة
أسهمت الإمارات في إنقاذ القطاع الصحي من الانهيار عبر إنشاء المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل في غزة منذ ديسمبر 2023، الذي يضم كوادر طبية مؤهلة ومتطوعين في مختلف التخصصات.
كما أطلقت مبادرة لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين بالبتر، في خطوة إنسانية تهدف لإعادة تأهيل الجرحى وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
ولتعزيز القدرات الطبية، أرسلت الإمارات مستشفى عائمًا متكاملًا قبالة سواحل العريش المصرية، يضم فريقًا متخصصًا في الجراحة والعظام والطوارئ.
كما استقبلت الدولة آلاف المرضى من غزة لتلقي العلاج في مستشفياتها، تنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتوفير الرعاية لـ 1000 طفل جريح و1000 مريض سرطان.
الإمارات وشركاؤها الدوليون.. نموذج في التضامن الإنساني
وتوّجت الجهود الإماراتية بحملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال استفاد منها أكثر من 640 ألف طفل في غزة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
تلك المبادرات المتواصلة رسّخت صورة الإمارات كـ رمز عالمي للتضامن الإنساني والعطاء غير المشروط، وجعلت من “تراحم من أجل غزة” عنوانًا للأمل والصمود في وجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في المنطقة.