
احتيال إلكتروني جديد في البنوك.. كيف تميّز الرقم الصحيح من المزيف عند تلقي مكالمة من البنك؟
حذّر خبراء في القطاع المصرفي وتقنية المعلومات في دولة الإمارات من أساليب جديدة يستخدمها المحتالون لخداع العملاء عبر مكالمات هاتفية مزيفة تحمل أسماء مختصرة للبنوك، مؤكدين أن الأرقام الصحيحة للبنوك تُظهر الاسم الكامل للمؤسسة المالية وليس الحروف الأولى منها.
ويأتي هذا التحذير في ظل تزايد البلاغات من متعاملين مع بنوك محلية أفادوا بتلقيهم مكالمات من أرقام تحمل أسماء تشبه أسماء بنوكهم، لكنها كانت محاولات احتيال تهدف لسرقة بياناتهم المصرفية أو اختراق حساباتهم.
أرقام البنوك الصحيحة في الإمارات تظهر الاسم كاملاً
وأوضح عاصم جلال، استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في شركة “جي آند كي”، أن الأرقام الهاتفية الرسمية التي تحمل اسم البنك كاملاً، سواء كانت خطوطاً أرضية أو رقم خدمة عملاء، تصدر حصراً عن مزودي خدمات الاتصالات المعتمدين في الدولة، وتُسجّل باسم البنك نفسه بشكل رسمي لا يمكن تزويره أو إعادة استخدامه من قبل أي جهة أخرى.
وقال جلال إن ظهور اسم البنك كاملاً باللغة الإنجليزية مع رقم الهاتف يؤكد أن الاتصال حقيقي، لكنه شدّد في الوقت نفسه على عدم مشاركة أي معلومات مصرفية حساسة عبر الهاتف، حتى لو بدا الاتصال موثوقاً.
وأضاف:”إذا طُلب من العميل رقم البطاقة، أو الرمز السري، أو أي تفاصيل مالية دقيقة، فعليه التوجه فوراً إلى فرع البنك أو الاتصال بالرقم الرسمي الموجود على موقع البنك الإلكتروني للتأكد من صحة المكالمة”.
الأسماء المختصرة للبنوك.. خدعة رقمية جديدة
من جانبه، قال المصرفي تامر أبوبكر إن المكالمات التي تُظهر اسم البنك بشكل مختصر، مثل استخدام الحروف الأولى من اسمه، تُعد مؤشراً واضحاً على محاولة احتيال إلكتروني، موضحاً أن المحتالين يستغلون التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتزوير هوية المتصل، ما يجعل الرقم يبدو وكأنه تابع للبنك.
وأشار أبوبكر إلى أن الأرقام الأرضية للبنوك في الإمارات تُمنح مع الاسم الكامل فقط من مزودي الاتصالات، ولا يمكن لأي جهة تقليدها، مضيفاً أن حتى الموظفين الرسميين الذين يتصلون من هواتفهم المحمولة يظهر تحت أرقامهم اسم البنك كاملاً وليس مختصراً.
كيف تتعامل مع مكالمة مشبوهة من بنك؟
وشدّد الخبراء على مجموعة من الخطوات التي ينبغي على العملاء اتباعها عند تلقي مكالمة يُشتبه بأنها احتيالية:
1. عدم مشاركة أي بيانات مصرفية أو رقم سري أو رمز تحقق.
2. عدم النقر على الروابط المرسلة عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني.
3. الاتصال مباشرة بالبنك من الرقم الرسمي المنشور على موقعه الإلكتروني.
4. إبلاغ البنك أو الجهات الأمنية في حال الشك بوجود محاولة احتيال.
وأوضح أبوبكر أن البنوك في الدولة لا تطلب أبداً من عملائها تحديث البيانات أو الإفصاح عن معلومات حساسة عبر الهاتف، لافتاً إلى أن جميع الإجراءات الرسمية تتم عبر التطبيقات البنكية أو من خلال الفروع مباشرة.
الإمارات تتصدى للاحتيال الإلكتروني المصرفي
ويأتي هذا التحذير ضمن جهود متواصلة من الجهات المصرفية والرقابية في الإمارات لتعزيز الثقة الرقمية وحماية العملاء من عمليات الاحتيال الإلكتروني المتطورة التي تتزايد عالمياً مع توسّع الخدمات البنكية عبر الإنترنت.
فقد أطلقت بنوك محلية حملات توعية عبر تطبيقاتها ومنصاتها الرسمية، تحث العملاء على التحقق من هوية المتصل وعدم التسرع في الرد على أي اتصال يطلب معلومات مالية أو شخصية.
الوعي الرقمي.. خط الدفاع الأول ضد الاحتيال
أكد الخبراء أن مواجهة الاحتيال المصرفي لا تتطلب فقط أنظمة حماية متطورة، بل أيضاً وعياً رقمياً لدى المستخدمين، مشيرين إلى أن التكنولوجيا مهما تطورت، ستظل الحلقة الأضعف هي المستخدم الذي يمنح معلوماته بملء إرادته.
ويقول جلال: “الاحتيال يبدأ من لحظة تصديق العميل لما يسمعه، لذا فإن الحذر هو السلاح الأقوى”.