
الجيش الإسرائيلي يبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
في خطوة قد تمهد لإنهاء الحرب التي استمرت لأشهر، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس بدء استعداداته الميدانية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يتضمن أيضًا بنودًا لتبادل الرهائن والمحتجزين بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وذكر المتحدث باسم الجيش في بيان نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أن القوات بدأت تنفيذ الإجراءات اللوجستية المرتبطة بالاتفاق، استعدادًا للانتقال إلى خطوط الانتشار الجديدة المتفق عليها.
وأوضح أن الجيش ما زال يحتفظ بوجوده داخل بعض مناطق قطاع غزة حتى استكمال الترتيبات الأمنية وضمان تنفيذ الاتفاق دون خروقات.
يأتي هذا التطور بعد مفاوضات مطوّلة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف إنهاء العمليات العسكرية المستمرة منذ شهور، والتي خلّفت آلاف الضحايا ودمارًا واسعًا في البنية التحتية للقطاع.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، يتضمن الاتفاق وقفًا شاملًا لإطلاق النار على مراحل، يعقبه انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق داخل غزة، مقابل إطلاق سراح دفعات من الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وبحسب الخطة الأولية، ستبدأ حماس بإطلاق سراح 20 رهينة يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة خلال المرحلة الأولى، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي ستتولى نقلهم إلى القوات الإسرائيلية في نقاط محددة داخل القطاع.
كما سيُسمح بإدخال المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة تحت إشراف دولي، مع التزام الطرفين بوقف جميع العمليات الهجومية.
ويرى محللون أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يمثل اختبارًا حقيقيًا لحكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه انتقادات داخلية وضغوطًا متزايدة من عائلات الأسرى والرأي العام الإسرائيلي، في ظل تراجع الثقة بجدوى الحرب وتفاقم خسائرها الاقتصادية والإنسانية.
من جانب آخر، تأمل الأطراف الفلسطينية في أن يفتح الاتفاق الباب أمام مرحلة جديدة من التهدئة وإعادة الإعمار، خاصة بعد الوعود العربية والدولية بالمساهمة في إعادة بناء ما دمرته الحرب.
كما يعتبر المراقبون أن نجاح تنفيذ الاتفاق قد يشكل تحولًا استراتيجيًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويمهد لاستئناف المسار السياسي المجمد منذ سنوات.
ويراقب المجتمع الدولي التطورات الميدانية باهتمام بالغ، وسط ترقب لمدى التزام الجانبين ببنود الاتفاق، وإمكانية أن يكون ذلك بداية لهدنة طويلة الأمد في غزة تضمن الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها.