اخبار العالم

صفقة صواريخ بريطانيا والهند بقيمة 350 مليون جنيه استرليني تعزز التحالف الدفاعي بين البلدين

في خطوة تُرسّخ الشراكة الاستراتيجية بين لندن ونيودلهي وتؤكد التحول في موازين التعاون العسكري العالمي، أعلنت الحكومة البريطانية عن صفقة دفاعية ضخمة لتوريد صواريخ متطورة للجيش الهندي بقيمة 350 مليون جنيه إسترليني، ما يمثل إنجازاً جديداً في مسار العلاقات الدفاعية والصناعية بين البلدين.

تفاصيل صفقة الصواريخ بين بريطانيا والهند

تتضمن الصفقة الجديدة تسليم صواريخ خفيفة الوزن متعددة الأدوار من إنتاج شركة بريطانية متخصصة في تكنولوجيا الدفاع، حيث من المقرر أن تُستخدم هذه الصواريخ لتعزيز قدرات الجيش الهندي في مجالات الدفاع الجوي والاشتباك التكتيكي.

وتُعد هذه المنظومة من أكثر الأسلحة البريطانية تطوراً، إذ تُستخدم حالياً في دعم أوكرانيا ضمن عملياتها الدفاعية ضد روسيا، وهو ما يعكس مدى ثقة لندن في التكنولوجيا الدفاعية التي تقدمها.

وأكدت الحكومة البريطانية أن تنفيذ العقد سيُسهم في خلق أكثر من 700 فرصة عمل جديدة في أيرلندا الشمالية، حيث تُصنّع الصواريخ وقاذفاتها في مصانع بلفاست، وهو ما يعزز حضور بريطانيا كمركز عالمي لصناعة الأسلحة الذكية.

بريطانيا والهند.. تحالف دفاعي متصاعد

رحّب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالاتفاق، واصفاً إياه بأنه نموذج للتعاون العسكري والاقتصادي الحديث بين البلدين.

وقال إن الصفقة تمثل نقطة تحول في مسار العلاقات الدفاعية البريطانية الهندية، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تشهدها منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

من جانبه، أكد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن هذه الصفقات “تعكس بوضوح التزام الحكومة البريطانية بتعزيز الشراكة الدفاعية مع الهند، وتوسيع قاعدة الصناعات الحربية لتكون محركاً للنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة”.

شراكات دفاعية أوسع قيد التفاوض

إلى جانب صفقة الصواريخ، تعمل الحكومتان البريطانية والهندية على اتفاق أوسع نطاقاً للتعاون في مجال الأسلحة المعقدة، من المتوقع أن يفتح الباب أمام مشاريع مشتركة في مجال تصنيع الأنظمة الدفاعية والمعدات التقنية المتقدمة.

كما تم توقيع اتفاق جديد بقيمة 250 مليون جنيه إسترليني لتطوير محركات كهربائية للسفن البحرية، ما يعكس تنوع التعاون العسكري ليشمل مجالات التكنولوجيا البحرية والطاقة المستدامة في الدفاع.

البعد الاستراتيجي للصفقة في الساحة الدولية

يرى مراقبون أن هذه الصفقة تمثل تحولاً نوعياً في العلاقات الدفاعية بين بريطانيا والهند، خصوصاً مع مساعي لندن لإعادة تموضعها عالمياً بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وتوجهها نحو تعزيز العلاقات مع اقتصادات آسيا الكبرى مثل الهند.

كما تأتي الاتفاقيات في وقتٍ تشهد فيه المنطقة الهندية – الباسيفيكية توترات متزايدة مع الصين، ما يدفع الهند إلى تنويع مصادر تسليحها بعيداً عن روسيا، في حين تسعى بريطانيا إلى استعادة دورها كلاعب رئيسي في سوق الدفاع العالمي.

صفقة تاريخية تمهّد لشراكة طويلة الأمد

بذلك، لا تُعد الصفقة مجرد اتفاق تجاري بقيمة 350 مليون جنيه إسترليني، بل ركيزة استراتيجية جديدة ضمن التحالف الدفاعي الناشئ بين بريطانيا والهند، يُتوقع أن يشمل تبادل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر، وإطلاق مشاريع تصنيع مشترك خلال الأعوام المقبلة.

ويؤكد الخبراء أن هذا التعاون سيمنح الهند قدرات دفاعية متطورة ويُعزز الاقتصاد البريطاني في الوقت نفسه، ليصبح نموذجاً يُحتذى في الشراكات العسكرية ذات المنفعة المتبادلة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى