اخبار العالم

روسيا وطاجيكستان تعتمدـان العملات الوطنية في التعاملات التجارية وتستهدفان مضاعفة التبادل التجاري بحلول 2030

في خطوة جديدة تعكس التوجه المتسارع نحو التحرر من هيمنة الدولار الأمريكي في التبادلات الدولية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا وطاجيكستان انتقلتا بشكل شبه كامل إلى استخدام العملات الوطنية في معاملاتهما التجارية والاقتصادية، في إطار استراتيجية موسكو لتعزيز نظام مالي متعدد الأقطاب وتوسيع الشراكات الإقليمية في آسيا الوسطى.

تعزيز التعاون المالي بين روسيا وطاجيكستان

وأوضح بوتين، عقب محادثاته مع نظيره الطاجيكي إمام علي رحمن في العاصمة دوشنبه، أن البلدين تمكنا من بناء آلية مالية متكاملة تتيح لهما إجراء المعاملات بالروبل الروسي والسماني الطاجيكي، دون الحاجة إلى الاعتماد على العملات الغربية.

وأضاف أن الجانبين اتفقا على زيادة حجم التبادل التجاري بمقدار 2.5 مرة بحلول عام 2030، مع التركيز على قطاعات الطاقة والنقل والزراعة، ما يعزز مكانة موسكو كشريك اقتصادي محوري لدوشنبه.

خطوة ضمن توجه عالمي نحو فك الارتباط بالدولار

تأتي هذه الخطوة في سياق أوسع من التحركات التي تقودها روسيا والصين ودول البريكس لتقليص الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية، خاصة بعد العقوبات الغربية الواسعة التي فُرضت على موسكو عقب الحرب في أوكرانيا.

ويرى محللون أن روسيا تسعى من خلال اتفاقها مع طاجيكستان إلى ترسيخ نموذج عملي لاستخدام العملات المحلية في التبادل الثنائي، ما قد يشجع بقية دول آسيا الوسطى على اتخاذ خطوات مماثلة خلال السنوات المقبلة.

شراكة استراتيجية تمتد إلى الأمن الإقليمي

لم تقتصر المحادثات بين بوتين ورحمن على الجانب الاقتصادي فقط، بل تناولت أيضًا القضايا الأمنية في منطقة آسيا الوسطى، حيث أكد الرئيس الروسي أن بلاده تساهم بدور رئيسي في الحفاظ على استقرار المنطقة.

وأشار إلى أن القاعدة العسكرية الروسية رقم 201 المتمركزة في طاجيكستان تمثل ضمانة للأمن الإقليمي، لاسيما في ظل التوترات المستمرة على الحدود الأفغانية وتزايد التهديدات الإرهابية في المنطقة.

تعاون متنامٍ رغم العقوبات الدولية

وقّع الرئيسان بوتين ورحمن بيانًا مشتركًا لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والاستثمار والدفاع، مؤكدين التزامهما بمواصلة تنمية العلاقات الاستراتيجية رغم التحديات الدولية الراهنة.

ووفقًا للبيانات الرسمية، ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 بنسبة أكثر من 50% ليصل إلى 1.5 مليار دولار، ما يجعل روسيا أحد أكبر الشركاء التجاريين الخارجيين لطاجيكستان وأحد أهم المستثمرين في اقتصادها الناشئ.

زيارة بوتين إلى دوشنبه وتوجهات موسكو الإقليمية

تأتي زيارة بوتين إلى طاجيكستان، التي تستمر من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري، ضمن جولة إقليمية تهدف إلى تعزيز الحضور الروسي في آسيا الوسطى، والمشاركة في القمة الثانية لآسيا الوسطى وروسيا وكذلك في اجتماع مجلس رؤساء دول رابطة الدول المستقلة.

ويُنظر إلى هذه الزيارة على أنها جزء من استراتيجية الكرملين لإعادة ترسيخ نفوذه السياسي والاقتصادي في الفضاء السوفيتي السابق، في وقت تشهد فيه المنطقة تنافسًا متصاعدًا بين روسيا والصين والغرب على النفوذ والاستثمار.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى