
ساناي تاكايشي رئيسة وزراء اليابان تواجه تحديات داخلية وخارجية
انتُخبت ساناي تاكايشي رئيسة وزراء اليابان وزعيمة للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، لتصبح أول امرأة في تاريخ اليابان تتولى هذا المنصب.
هذا الصعود التاريخي يأتي في وقت يشهد الحزب فقدان جزء من قاعدة الناخبين لصالح أحزاب يمينية شعبوية، ويعكس سعي الحزب للحفاظ على استقراره من خلال إعادة الشخصيات المحافظة إلى مركز القيادة.
تاكايشي لم ترث مقعداً برلمانياً عائلياً، وهو ما يجعل صعودها مختلفاً عن غالبية السياسيين في فترة ما بعد الحرب العالمية.
ورغم الطابع الرمزي لتوليها المنصب، فإنها تواجه تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي، بما في ذلك توحيد الحزب الليبرالي الديمقراطي وإدارة برلمان منقسم يفتقر الحزب فيه إلى الأغلبية، إضافة إلى مواجهة ركود اقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة للمواطنين.
سياسة ساناي تاكايشي رئيسة وزراء اليابان الاقتصادية والدفاعية
اقتصادياً، تعتزم تاكايشي الاستمرار في سياسات أبينوميكس التوسعية التي أطلقها شينزو آبي، مع التركيز على النمو الاقتصادي بدلاً من ضبط المالية العامة، رغم أن الدين العام تجاوز 260% من الناتج المحلي الإجمالي.
سياسياً، تسعى إلى تعزيز مكانة اليابان الإقليمية والدفاعية عبر زيادة ميزانية الدفاع، ودعم تحالفات قوية مع الولايات المتحدة وأعضاء المجموعة الرباعية علي رأسها أستراليا والهند، ما يعكس نهجاً حازماً تجاه الصين وكوريا الشمالية.
ومع ذلك، فإن سجلها في زيارة ضريح ياسوكوني المثير للجدل قد يعرقل تحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية ويزيد التوترات مع الصين، ما يجعل سياستها الخارجية تحت اختبار دبلوماسي حساس خلال الأشهر الأولى من ولايتها.
التحدي الأكبر أمام ساناي تاكايشي رئيسة وزراء اليابان
على الصعيد المحلي، يكمن التحدي الأكبر لتاكايشي في توحيد الحزب والحفاظ على رضا الناخبين الذين يواجهون مشكلات هيكلية، منها شيخوخة السكان وتفاوت الدخل وضعف النمو الإقليمي. كما ستحتاج إلى التوازن بين الإصلاحات الاقتصادية، السياسات القومية، والتطلعات الاجتماعية للمرأة في بلد لطالما انتقد لتفاوته بين الجنسين.
زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القادمة إلى اليابان ستشكل أول اختبار دبلوماسي مهم لها، حيث سيكشف التعاون بين البلدين وكيفية قدرتها على إدارة سياستها الخارجية بحزم مع الحفاظ على المصداقية المحلية.
إذا نجحت، فقد تترك إرثاً تاريخياً كأول امرأة تعيد تعريف التيار المحافظ الياباني، وإذا فشلت، فقد تصبح مجرد فصل آخر في استراتيجية البقاء التقليدية للحزب الليبرالي الديمقراطي.