اخبار العالم

الانهيارات الأرضية في الهند: أمطار غزيرة تسبب دماراً واسعاً في البنغال الغربية

شهدت منطقة دارجيلينغ في ولاية البنغال الغربية شمال شرق الهند كارثة طبيعية مدمرة بعد هطول أمطار غزيرة استمرت منذ الأحد الماضي، ما أدى إلى انهيارات أرضية واسعة وأضرار جسيمة بالبنية التحتية والمنازل.

وأفادت شبكة “بريكس” الإخبارية أن عدد الضحايا تجاوز 23 شخصاً، مع إصابة آخرين، وسط جهود مستمرة للإنقاذ وإجلاء السكان والزوار المحاصرين.

أمطار الهند الغزيرة وتأثيرها على البنية التحتية

سجلت منطقة دارجيلينغ هطول نحو 300 ملم من الأمطار خلال 12 ساعة فقط، وهو معدل قياسي، تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية أثرت على سبع مناطق رئيسية، كما تضررت الطرق الجبلية وشبكات الاتصالات.

وتعد دارجيلينغ واحدة من أبرز المناطق السياحية في الهند، ما جعل الكارثة تهدد حياة مئات السياح الذين علقوا في المنطقة دون إمكانية التواصل أو الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وأدى تدمير الطرق إلى صعوبة وصول فرق الطوارئ والشرطة إلى المناطق المنكوبة، ما زاد من تعقيد عمليات الإنقاذ والإغاثة.

ووجهت السلطات المحلية السكان والزوار إلى توخي الحذر ومتابعة توقعات الطقس باستمرار، محذرة من مزيد من الانهيارات المحتملة في ظل استمرار الأمطار.

جهود الحكومة الهندية والإغاثة الطارئة

عقدت رئيسة وزراء ولاية البنغال الغربية ماماتا بانيرجي اجتماعاً طارئاً لتقييم الوضع، وأعلنت نيتها زيارة المناطق المتضررة شخصياً لمتابعة عمليات الإغاثة والإنقاذ.

وأكدت بانيرجي أن السلطات تعمل على تأمين المناطق المتضررة وإجلاء السكان المحتمل تعرضهم للخطر.

وتستمر فرق الإنقاذ في محاولة الوصول إلى البلدات المعزولة، مستخدمة المعدات الثقيلة والطائرات لتقديم المساعدات الطارئة. كما تم تعليق الأنشطة السياحية مؤقتاً في دارجيلينغ حتى استقرار الأوضاع، لتأمين حياة السكان والزوار على حد سواء.

السياق الأوسع والتحديات المناخية في الهند

تأتي هذه الكارثة في إطار تزايد حدة الطقس في الهند وجنوب آسيا، حيث تتأثر المنطقة بموجات أمطار موسمية غزيرة تتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية سنوياً.

وتشير الدراسات المناخية إلى أن تغير المناخ وزيادة هطول الأمطار المكثفة في فترات قصيرة يرفع من مخاطر الكوارث الطبيعية، ما يجعل تعزيز نظم الإنذار المبكر والاستعدادات الطارئة أمراً بالغ الأهمية.

كما أن البنية التحتية في المناطق الجبلية الوعرة مثل دارجيلينغ ضعيفة نسبياً، وهو ما يزيد من تعرض السكان والزوار للأخطار، ويبرز أهمية الاستثمار في مشاريع تعزيز الاستدامة والوقاية من الكوارث الطبيعية.

تداعيات الكارثة على السياحة والاقتصاد المحلي

تعتبر دارجيلينغ منطقة جذب سياحي رئيسية، ويشكل الانقطاع عن الخدمات وإغلاق المعالم السياحية خسارة كبيرة للقطاع السياحي المحلي، الذي يعتمد على تدفق الزوار سنوياً.

كما أن الأضرار التي لحقت بالمنازل والطرق والبنية التحتية ستستوجب مليارات الروبيات لإعادة الإعمار والتعويض عن الخسائر، وفق تقديرات أولية للسلطات.

وتسعى الحكومة الهندية إلى تعبئة الموارد المحلية والفيدرالية لتقليل الخسائر الإنسانية والمادية، مع التركيز على الوقاية من الكوارث المستقبلية في ظل توقعات تزايد الظواهر الجوية المتطرفة نتيجة التغير المناخي.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى