
محمد بن راشد يستحضر إرث والده الشيخ راشد بن سعيد: دروس في الحكمة والتسامح وبناء الإنسان
استذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المآثر العظيمة لوالده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، في الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيله، مستحضراً دوره التاريخي في بناء دبي الحديثة، ومؤكداً أن قيمه الراسخة لا تزال تنير دروب الأجيال.
وفي تدوينة مؤثرة نشرها سموه عبر منصة «إكس»، عبّر عن وفائه العميق لذكرى والده قائلاً: «رحم الله أبي.. تعلمت من أبي بساطة العيش وضبط النفس، وألا أنشغل بالتفاهات.
تعلمت منه الإصغاء، ومتى أشتد ومتى ألين، وتعلمت الوقار من غير تكلف، والتسامح مع الناس، والتلطف مع الجميع».
إرث الشيخ راشد بن سعيد.. مدرسة في القيادة والحكمة
لم يكن الشيخ راشد بن سعيد مجرد حاكم لإمارة دبي، بل كان رائداً في التنمية والنهضة الاقتصادية والاجتماعية في دولة الإمارات. فقد وضع، منذ خمسينيات القرن الماضي، أسس التخطيط الحضري والاقتصادي للإمارة، ليجعل منها نموذجاً فريداً في الرؤية الاستباقية والتوازن بين الحداثة والأصالة.
وتُعد إنجازاته في تأسيس البنية التحتية والموانئ والمطارات وبناء المؤسسات الحكومية حجر الأساس الذي انطلقت منه دبي نحو العالمية، وهو النهج الذي سار عليه أبناؤه، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن راشد، الذي حول الرؤية إلى واقع نابض بالحياة.
محمد بن راشد: إرث والدي حي في كل إنجاز
أكد سموه في كلماته أن والده كان مدرسة متكاملة في الإدارة والقيادة، وأن دروسه ما زالت تشكل الإلهام الأكبر لمسيرة العمل الحكومي والنهضة الحضارية في الإمارات.
وقال سموه في تدوينته: «في ذكرى وفاته نستذكر روحه ودروسه، نستذكر حكمته وإنجازاته، وصدقه في خدمة وطنه وبناء مجد شعبه ستبقى أفضاله ممتدة عبر الأجيال وعبر الأزمان. في قلوبنا راشد.. كان وسيبقى».
الشيخ راشد بن سعيد.. من البدايات البسيطة إلى تأسيس دبي العالمية
وُلد الشيخ راشد في بدايات القرن العشرين، في زمن كانت فيه دبي ميناءً تجارياً صغيراً، لكنه نجح برؤيته الثاقبة في تحويلها إلى مركز تجاري محوري يربط الشرق بالغرب.
قاد بحكمة مرحلة ما قبل تأسيس دولة الاتحاد، وكان من أبرز الداعمين لفكرة الوحدة الإماراتية التي تحققت عام 1971، إلى جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ويصف المؤرخون الشيخ راشد بأنه أحد أبرز رموز القيادة العربية التي جمعت بين الحزم والرحمة، والإدارة الحكيمة التي توازن بين التنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي.
إرث متواصل في فكر القيادة الإماراتية
تنعكس مبادئ الشيخ راشد في كل ملامح القيادة الإماراتية الحديثة التي يمثلها اليوم الشيخ محمد بن راشد، حيث تجسد رؤيته مفاهيم الريادة والابتكار والتسامح التي زرعها والده.
ويؤكد سموه في كل مناسبة أن نجاح الإمارات لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة تربية وقيادة أسست على القيم والأخلاق والعطاء المتواصل لخدمة الوطن والإنسان.