
خرافة الأغذية الخارقة.. حقيقة علمية أم خدعة تسويقية تهدد الصحة؟
رغم الانتشار الواسع لمصطلح الأغذية الخارقة في السنوات الأخيرة، فإن خبراء التغذية يؤكدون أن هذا المفهوم لا يستند إلى أساس علمي، بل هو مصطلح تسويقي جذاب أكثر منه توصيفًا دقيقًا لفوائد غذائية مثبتة.
فبينما يتهافت البعض على تناول “الأغذية الخارقة” مثل الكينوا والتوت الأزرق وبذور الشيا والسبيرولينا، يحذر المختصون من أن الإفراط في الاعتماد عليها قد يحمل مخاطر صحية حقيقية إذا لم تكن ضمن نظام غذائي متوازن.
الأغذية الخارقة.. مصطلح بلا تعريف علمي
يُستخدم مصطلح Superfoods في الإعلانات والمقالات الصحية لوصف أطعمة يُعتقد أنها تقدم فوائد مذهلة للجسم وتقي من الأمراض المزمنة.
لكن بحسب هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وعدد من الجمعيات الطبية، لا يوجد أي تعريف رسمي أو علمي لهذا المصطلح. فالقيمة الغذائية لأي طعام تعتمد على تنوع النظام الغذائي ككل، وليس على نوع واحد “خارق”.
ويشير الأطباء إلى أن التركيز على نوع محدد من الأطعمة باعتباره “سحريًا” يضلل المستهلكين، إذ لا توجد أدلة تثبت أن تناول غذاء معين يمكن أن يعوض عن نقص في نظام غذائي سيئ أو أن يحل محل الأدوية والعلاج الطبي.
هوس الأغذية الخارقة على مواقع التواصل
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار هوس “الأغذية الخارقة”، خاصة مع المحتوى الذي يروّج لها كحل سحري لفقدان الوزن، أو علاج الشيخوخة، أو تعزيز المناعة.
غير أن هذه الادعاءات غالبًا ما تُبنى على تجارب فردية غير موثقة أو على دراسات محدودة غير كافية لتعميم النتائج.
ويحذر خبراء التغذية من أن بعض الشركات تستغل هذا الاتجاه لتحقيق أرباح طائلة، عبر تسويق منتجات بأسعار مبالغ فيها تحت شعار “الطبيعي والخارق”، رغم أن قيمتها الغذائية لا تختلف كثيرًا عن الأطعمة العادية الأرخص ثمنًا.
الحقيقة وراء فوائد الأغذية الخارقة
لا شك أن كثيرًا من الأطعمة المصنفة كـ“خارقة” مثل السلمون، والمكسرات، والأفوكادو، تحتوي على عناصر مفيدة كالأوميغا 3 ومضادات الأكسدة لكن الخبراء يوضحون أن تناولها بشكل متوازن ضمن نظام متنوع هو ما يمنح الفائدة الحقيقية، وليس الاعتماد عليها وحدها.
كما أن الإفراط في تناول بعض “الأغذية الخارقة” قد يسبب أضرارًا؛ فمثلًا تناول كميات كبيرة من بذور الشيا قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، بينما قد تتفاعل بعض الأعشاب والمكملات “الطبيعية” مع أدوية مزمنة مثل أدوية ضغط الدم أو السكري.
التوازن هو السر.. وليس الطعام الخارق
في النهاية، يؤكد المتخصصون أن الصحة لا تتحقق بتناول نوع معين من “الأغذية الخارقة”، بل من خلال نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه، وقليل بالدهون المشبعة والسكريات.
فالغذاء الحقيقي “الخارق” هو التنوع، والاعتدال، والوعي بما يدخل الجسم.