اخبار الامارات

سوق الإيجارات في الشارقة يتجه نحو أسعار أكثر واقعية وسط استقرار النشاط العقاري

تشهد سوق الإيجارات في الشارقة خلال الأشهر الأخيرة تحولاً لافتاً في وتيرة الأسعار، حيث بدأت موجة الارتفاعات التي سادت منذ العام الماضي بالانحسار التدريجي، لتفسح المجال أمام مرحلة جديدة من التوازن والاستقرار.

ويرى خبراء عقاريون أن هذا التحول يعكس نضج السوق وقدرتها على التكيّف مع التغيرات الاقتصادية، مدفوعة بقوة النشاط العقاري في الإمارة واستمرار الطلب على السكن بأسعار تنافسية مقارنة بالإمارات المجاورة.

سوق الإيجارات في الشارقة يشهد اعتدالاً تدريجياً في الأسعار

خلال شهر سبتمبر 2025، رصدت مؤشرات عدة تباطؤاً واضحاً في وتيرة ارتفاع الإيجارات، التي كانت قد سجلت زيادات تراوحت بين 18% و25% منذ بداية العام، خصوصاً في فئات الشقق الصغيرة والمتوسطة.

ويرى مختصون أن السوق تمر حالياً بمرحلة “إعادة تموضع” طبيعية، تتسم بتراجع محدود في بعض المناطق، واستقرار أو ارتفاع طفيف في مناطق أخرى، وفقاً لعوامل العرض والطلب، ونوعية الوحدات السكنية، وجودة البناء، والقرب من الخدمات والبنية التحتية.

وأوضح رئيس شركة «أملاك المدينة للعقارات»، عبدالله الشيباني، أن سوق الإيجارات في الشارقة دخلت مرحلة من “الاعتدال التدريجي” بعد فترة من الصعود القوي، مدفوعة بالنشاط الموسمي المصاحب لبداية العام الدراسي.

وأضاف أن الأسعار بدأت تأخذ مساراً أكثر توازناً مع تحسن المعروض ومرونة التسعير لدى الملاك.

وأشار إلى أن التفاوت السعري الحالي بين المناطق يُعد مؤشراً صحياً، لأنه يعكس استجابة السوق للعوامل الواقعية مثل الموقع، وجودة العقار، والقدرة الشرائية للمستأجرين، وليس بسبب اختلالات هيكلية بين العرض والطلب كما في أسواق أخرى.

الطلب القوي يعزز استقرار سوق الإيجارات في الشارقة

بحسب نائب الرئيس لقسم المبيعات في منصة «بيوت»، فيبا أحمد، فإن السوق تشهد استقراراً نسبياً منذ أغسطس الماضي، ما يعكس نضجها وقدرتها على امتصاص التغيرات الاقتصادية والاجتماعية دون تقلبات حادة.

وأكدت أن التفاوت في الأسعار بين المناطق الحيوية والأحياء النائية لا يعني ضعف السوق، بل يعبر عن اختلاف مستويات الطلب والخدمات التي تقدمها كل منطقة، مشيرة إلى أن الاستقرار الحالي يعزز ثقة المستثمرين والمستأجرين معاً.

وبيّنت أحمد أن استمرار الطلب على السكن في الشارقة يعود إلى قدرتها التنافسية مقارنة بدبي، إضافة إلى العوائد الإيجارية المجزية التي تحققها للمُلّاك والمستثمرين، حيث أصبحت الإمارة خياراً مفضلاً للعاملين في الإمارات المجاورة بفضل موقعها وقربها من محاور التنقل الحديثة.

مناطق تتصدر مشهد الإيجارات في الشارقة

كشفت بيانات منصة «بيوت» العقارية عن تفاوت واضح في متوسط أسعار الإيجارات بين ثماني مناطق رئيسية في الإمارة خلال سبتمبر 2025، منها: الخان،و التعاون، والمجاز،و النهدة، والقاسمية، ومويلح،و مويلح التجارية، ومدينة الشارقة الجامعية.

وسجلت منطقة الخان أعلى متوسط إيجار سنوي لفئة الاستوديوهات بواقع 37.8 ألف درهم، تلتها التعاون بـ29.1 ألف درهم، والمجاز بـ29 ألف درهم، بينما كانت مويلح التجارية الأقل بـ18.8 ألف درهم.

أما في فئة غرفة النوم الواحدة، فقد تصدرت منطقة مويلح القائمة بمتوسط 44.4 ألف درهم سنوياً، تلتها الخان بـ39.6 ألف درهم، في حين جاءت القاسمية الأقل بـ29.8 ألف درهم.

وفي فئة الشقق المكونة من غرفتين، جاءت مدينة الشارقة الجامعية في الصدارة بمتوسط 61.9 ألف درهم سنوياً، تلتها مويلح بـ59.4 ألف درهم، بينما سجلت القاسمية أدنى متوسط بـ37.4 ألف درهم.

سوق الإيجارات في الشارقة بين النمو والاستدامة

يؤكد الشيباني أن النشاط العقاري في الإمارة يرسخ الاستقرار الهيكلي للسوق، ويدفعها نحو نطاقات تسعير أكثر واقعية واستدامة، بما يضمن بيئة استثمارية صحية وتنافسية على المدى الطويل.

ويرى أن العوامل الموسمية، وتغيرات الطلب خلال فترات العودة الدراسية، وتحديث بدلات السكن، جميعها عوامل مؤقتة لا تؤثر في الاتجاه العام للسوق، التي باتت أكثر نضجاً وقدرة على استيعاب التغيرات.

ويشير محللون إلى أن سوق الإيجارات في الشارقة تسير بخطى ثابتة نحو التوازن، مدفوعة بالتخطيط العمراني المستدام وتحسن الخدمات، ما يجعلها إحدى أكثر الأسواق العقارية استقراراً في دولة الإمارات، وجاذبة للمستثمرين والمقيمين الباحثين عن جودة الحياة بأسعار مناسبة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى