اخبار العالم

ساناى تاكايشى.. أول امرأة على أعتاب رئاسة الحكومة في اليابان

في خطوة تُعد تحولًا تاريخيًا في الحياة السياسية اليابانية، تستعد ساناى تاكايشى لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد، بعد فوزها برئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، الذي يسيطر على المشهد السياسي الياباني منذ عقود.

ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه اليابان انتقادات دولية بشأن تدني ترتيبها في مؤشر المساواة بين الجنسين.

من المحافظين إلى القمة.. من هي ساناى تاكايشى؟

تُعتبر تاكايشى، البالغة من العمر 64 عامًا، من أبرز الوجوه المحافظة في اليابان. عُرفت بولائها الشديد لرؤية رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي، وبإعجابها الكبير برئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارجريت تاتشر، التي تراها نموذجًا للقيادة الحازمة في عالم السياسة.

وقد وُصفت تاكايشى بأنها “المرأة الحديدية اليابانية”، نظرًا لصرامتها ومواقفها القومية المحافظة التي تركز على تعزيز الهوية الوطنية اليابانية، والدفاع عن تقاليد المجتمع التي يرى البعض أنها تتراجع أمام الحداثة الغربية.

تحدٍ للمشهد السياسي الذكوري في اليابان

يُعد وصول ساناى تاكايشى إلى رئاسة الحزب الحاكم إنجازًا غير مسبوق في بلدٍ ظلّت فيه النساء لسنواتٍ طويلةٍ خارج دوائر صنع القرار.

فالحزب الليبرالي الديمقراطي لطالما هيمن عليه الرجال، وكانت مشاركة النساء في المناصب العليا محدودة للغاية.

وتشير تقارير وكالة “أسوشيتد برس” إلى أن اليابان تأتي في مراكز متأخرة عالميًا من حيث تمثيل المرأة في الحياة السياسية، إذ تحتل المرتبة 118 من بين 146 دولة في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024.

مواقف ساناى تاكايشى من قضايا المرأة والمجتمع

على الرغم من كونها أول امرأة تصل إلى هذا المنصب، فإن تاكايشى نادرًا ما تحدثت عن قضايا النوع الاجتماعي أو حقوق المرأة خلال حملتها الانتخابية بل إنها ركزت على ملفات الأمن القومي، والنمو الاقتصادي، والسياسة الدفاعية، وهي قضايا تُعد تقليديًا من اهتمامات التيار المحافظ في اليابان.

وخلال خطابها بعد فوزها، قالت تاكايشى مازحة أثناء جلوسها على مقعد رئيس الحزب لالتقاط الصورة الرسمية:”الآن وقد أصبح للحزب الليبرالي الديمقراطي أول رئيسة له، فإن المشهد سيتغير قليلًا”.

تصريحها هذا أثار اهتمامًا واسعًا في اليابان، إذ رأى فيه البعض إشارة رمزية إلى بداية تحوّلٍ بطيء في ثقافة الحزب.

انتقادات لنهجها العملي وشعارها المثير للجدل

من المعروف عن ساناى تاكايشى أنها مدمنة على العمل، وقد وصفت نفسها بأنها تفضل الدراسة والعزلة على التواصل الاجتماعي.

وبعد ترشحها مرتين سابقًا دون فوز، عملت على تطوير أسلوبها وبناء علاقات سياسية أقوى داخل الحزب.

وفي أول تصريحاتها بعد الفوز، دعت أعضاء الحزب إلى “العمل بجد لاستعادة الثقة الشعبية”، وقالت عبارتها الشهيرة التي أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي: “سأتخلى عن مفهوم التوازن بين العمل والحياة. سأعمل، سأعمل، سأعمل”.

تعبيرها عن هذا الشعار أثار موجة من ردود الأفعال، بين مؤيد يرى فيه حماسًا وجهدًا، ومعارض يخشى أن يعزز ثقافة العمل المفرط التي يعاني منها المجتمع الياباني أصلًا.

تاكايشى بين الطموح والتحديات

رغم حماسها الكبير، تواجه ساناى تاكايشى تحديات ضخمة، أبرزها إعادة بناء الثقة بالحزب الليبرالي الديمقراطي، الذي تراجعت شعبيته بسبب قضايا الفساد والجمود الاقتصادي.

كما يُتوقع أن تواجه صعوبات في إقناع الشارع الياباني بقدرتها على تحقيق إصلاحات حقيقية وسط مجتمع لا يزال متحفظًا تجاه تولي النساء أعلى المناصب.

لكن محللين يرون أن فوزها قد يكون بداية مرحلة سياسية جديدة لليابان، تمهد الطريق أمام تمثيل أكبر للنساء في مراكز القيادة، وتفتح الباب لتغيير تدريجي في بنية النظام السياسي والاجتماعي الياباني.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى