
سر “الهجوم المزدوج” في سم أفعى المامبا يكشفه العلماء
في اكتشاف علمي مذهل، نجح فريق من جامعة كوينزلاند الأسترالية في فك أحد أسرار أخطر الزواحف على الكوكب، حيث تبين أن سم أفعى المامبا الإفريقية لا يهاجم الجسم بطريقة واحدة فقط، بل ينفذ هجومًا مزدوجًا يستهدف الجهاز العصبي من اتجاهين مختلفين في الوقت نفسه.
سم أفعى المامبا.. آلية قاتلة تعمل باتجاهين
أوضحت الدراسة أن سم المامبا السوداء والخضراء وأفعى مامبا جيمسون يحتوي على مزيج معقد من البروتينات السامة التي تُحدث تأثيرين متناقضين داخل الجسم:
الأول: تعطيل الإشارات العصبية المسؤولة عن حركة العضلات، ما يؤدي إلى شلل كامل وسريع.
الثاني: تحفيز مفرط لتلك الإشارات، مسببًا تشنجات عضلية مؤلمة قبل الوفاة.
هذا المزيج جعل العلماء يصفون سم أفعى المامبا بأنه “قاتل صامت بآليتين متعاكستين” تعملان في النهاية على إنهاء حياة الضحية بسرعة مذهلة.
ملاحظات طبية قادت إلى الاكتشاف
بدأت ملامح الاكتشاف عندما لاحظ أطباء في مستشفيات إفريقية حالات غريبة لضحايا لدغات المامبا: فبعض المرضى الذين شُفيوا من الشلل عادوا ليعانوا من تشنجات حادة لاحقًا.
هذه الملاحظات دفعت الباحثين إلى دراسة التركيب العصبي للسم بدقة، ليكتشفوا أنه يحتوي على نوعين من البروتينات السامة، لكلٍ منهما تأثير مختلف تمامًا على الجهاز العصبي.
اختلاف سم أفعى المامبا يغيّر مفهوم الترياق
كشفت الدراسة أيضًا أن فعالية الترياق تختلف باختلاف نوع المامبا وموقعها الجغرافي؛ فالترياق المستخدم ضد المامبا السوداء في جنوب إفريقيا لا يعطي نفس النتائج مع الأنواع الموجودة في كينيا أو غينيا.
وهو ما يؤكد ضرورة تطوير أمصال مخصصة لكل نوع من أفاعي المامبا لضمان نتائج فعالة في إنقاذ الأرواح.
أفعى المامبا.. الأسرع والأخطر في العالم
تُعتبر أفعى المامبا السوداء من أسرع وأخطر الأفاعي على الإطلاق، إذ تبلغ سرعتها نحو 20 كيلومترًا في الساعة، وتحتوي لدغة واحدة منها على كمية سم قادرة على قتل عشرة أشخاص بالغين خلال دقائق معدودة إذا لم يُتدارك الأمر بالعلاج الفوري.
تعيش هذه الأفاعي في السافانا الإفريقية وتشتهر بسلوكها العدواني عند الإحساس بالخطر.
اكتشاف يفتح باب الأمل
قال الدكتور إيان فوستر، أحد المشاركين في البحث، إن هذا الاكتشاف سيمهد الطريق لتطوير جيل جديد من الأمصال الذكية، القائمة على تحليل التكوين الجزيئي الدقيق لسم أفعى المامبا، ما قد يساهم في إنقاذ حياة آلاف المصابين بلدغاتها كل عام، خصوصًا في المناطق الإفريقية النائية التي تفتقر إلى الرعاية الطبية السريعة.