اخبار العالم

بوتين يحذّر من “كارثة دبلوماسية” إذا زوّدت أمريكا أوكرانيا بصواريخ توماهوك

في تصعيد جديد يهدد مسار العلاقات الروسية الأمريكية، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي خطوة أمريكية لتزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” بعيدة المدى ستقوّض الجهود الدبلوماسية الأخيرة الرامية لتحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن، مؤكدًا أن مثل هذا القرار “سيدمر الاتجاه الإيجابي الناشئ في العلاقات بين البلدين”.

التوتر بين روسيا وأمريكا يعود إلى الواجهة بسبب صواريخ “توماهوك”

جاءت تصريحات بوتين خلال لقاء مع وسائل إعلام روسية، حيث شدد على أن تسليح أوكرانيا بهذا النوع من الصواريخ الهجومية سيعتبر تجاوزًا للخطوط الحمراء التي وضعتها موسكو منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

وأوضح أن “توماهوك” ليست مجرد سلاح تقليدي، بل نظام صاروخي قادر على تنفيذ ضربات دقيقة على مدى يتجاوز 1500 كيلومتر، ما يجعلها تهديدًا مباشرًا للأراضي الروسية والبنى التحتية الحيوية.

ويأتي هذا التحذير بعد أن كشف نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، في 28 سبتمبر الماضي، أن واشنطن تدرس تزويد بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بصواريخ توماهوك، تمهيدًا لإرسالها إلى كييف ضمن حزمة الدعم العسكري الجديدة.

وأشار إلى أن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من سيحسم الموقف في الوقت المناسب.

صواريخ “توماهوك” وتوازن القوى في الحرب الأوكرانية

يُنظر إلى صواريخ توماهوك على نطاق واسع باعتبارها واحدة من أخطر الأسلحة في الترسانة الأمريكية، إذ تتميز بقدرتها العالية على اختراق الدفاعات الجوية وتنفيذ هجمات دقيقة ضد أهداف استراتيجية.

وتخشى موسكو من أن امتلاك كييف لهذه الصواريخ سيغيّر ميزان القوى في الميدان، ويتيح للجيش الأوكراني ضرب أهداف داخل العمق الروسي، وهو ما تعتبره موسكو “عملاً عدائيًا مباشرًا”.

وتؤكد مصادر عسكرية روسية أن موسكو قد تردّ بخطوات مماثلة في حال تنفيذ الخطة الأمريكية، سواء من خلال تعزيز انتشار صواريخها في مناطق الحدود الغربية أو زيادة التنسيق العسكري مع الصين وإيران في مواجهة ما تصفه بـ “التوسع الأطلسي العدواني”.

العلاقات الروسية الأمريكية على حافة الانهيار

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، شهدت العلاقات بين موسكو وواشنطن واحدة من أسوأ مراحلها منذ نهاية الحرب الباردة.

إلا أن الأشهر الأخيرة حملت مؤشرات محدودة على رغبة الطرفين في تخفيف التوتر، خصوصًا بعد تبادل صفقة أسرى وإشارات متبادلة حول استئناف الحوار الدبلوماسي في ملفات الأمن الدولي.

لكن تصريحات بوتين الأخيرة توحي بأن تلك الجهود قد تتبخر سريعًا إذا مضت الولايات المتحدة قدمًا في تسليح أوكرانيا بصواريخ توماهوك، وهو ما وصفه الرئيس الروسي بأنه “خطوة عدوانية لا يمكن السكوت عنها”.

الحرب الروسية الأوكرانية تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا

يبدو أن الحرب في أوكرانيا تتجه نحو مزيد من التصعيد العسكري والدبلوماسي في آن واحد، مع استمرار الغرب في توسيع نطاق الدعم العسكري لكييف، مقابل إصرار موسكو على حماية أمنها القومي بكل الوسائل الممكنة.

وفي ظل غياب أي بوادر لحل سياسي قريب، يُتوقع أن يشهد المشهد الدولي تصعيدًا متبادلًا جديدًا بين روسيا والولايات المتحدة، ما يضع العالم أمام مرحلة حرجة من حرب باردة جديدة بأدوات مختلفة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى