اخبار الامارات

نمو متسارع في الطلب على العقارات المستدامة بالإمارات.. و«ويتيكس 2025» يكشف عن مبادرات مبتكرة في البناء الأخضر والطاقة النظيفة

شهد معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة «ويتيكس 2025» الذي اختُتمت فعالياته في دبي مؤخراً، زخماً لافتاً في العروض والمبادرات التي قدمتها شركات محلية وعالمية في قطاعات الطاقة والعقارات والإنشاءات، في دلالة واضحة على تسارع التحول نحو الاستدامة البيئية داخل دولة الإمارات.

وأكد خبراء أن هذا التحول يعكس رؤية الدولة في دعم الاقتصاد الأخضر وتعزيز ممارسات البناء المستدام في مختلف القطاعات، لا سيما مع تزايد وعي الأفراد والشركات بأهمية الحلول الصديقة للبيئة.

«ويتيكس 2025» منصة لتكامل الطاقة والعقارات المستدامة

قال الدكتور يوسف إبراهيم الأكرف، عضو اللجنة المنظمة لمعرض «ويتيكس» والنائب التنفيذي للرئيس لقطاع دعم الأعمال في هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، إن الدورة السابعة والعشرين من المعرض شكّلت محطة مهمة لاستعراض أحدث الابتكارات في مجال الطاقة النظيفة والبناء المستدام.

وأوضح أن عدداً كبيراً من الشركات المشاركة ركز على طرح حلول متقدمة تقلل الانبعاثات وتحد من استهلاك الموارد، في ظل ارتفاع الطلب المتزايد على العقارات المستدامة في الإمارات.

وأشار الأكرف إلى أن هذا التوجه يعكس نجاح سياسات الدولة في تشجيع الاستثمارات الخضراء وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، تماشياً مع رؤية الإمارات 2031 وأهداف الحياد المناخي 2050.

شركات عقارية تستثمر في تقنيات البناء الأخضر والطاقة الشمسية

من جانبه، قال محمد الطحاينة، الرئيس التنفيذي للمشاريع في داماك العقارية، إن الشركة استثمرت أكثر من 23 مليون درهم في مشاريع وتقنيات البناء الأخضر، ضمن جهودها لتقليل البصمة الكربونية لمشروعاتها السكنية.

وأضاف أن استثمارات الشركة شملت تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية، واعتماد أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية لتوليد الكهرباء وتسخين المياه في مجتمعاتها السكنية، إلى جانب استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد للمواد غير الخرسانية لتقليل الهدر في عمليات البناء.

وأكد الطحاينة أن هذه الجهود أسهمت في خفض انبعاثات الشركة خلال عام 2024 بفضل تطبيق أنظمة تبريد ذكية وإضاءة موفرة للطاقة، مشيراً إلى أن «داماك» زادت معدل إعادة التدوير بنسبة 47%، وخفّضت النفايات العامة بنسبة 21%، كما عالجت أكثر من 32 مليون غالون من مياه الصرف لإعادة استخدامها في الري.

الذكاء الاصطناعي في خدمة البناء المستدام

وفي السياق ذاته، أوضح كرم باقي، مدير إدارة نمذجة معلومات البناء في بن غاطي العقارية، أن الشركة عرضت في «ويتيكس 2025» مشروع «بوجاتي ريزيدنس» الذي استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد الخامات بدقة وتقليل الهدر في المواد الإنشائية.

وأشار إلى أن هذا النهج ساهم في تقليل الوقت والتكلفة وتحقيق أعلى معايير الكفاءة البيئية في تصميم واجهات المباني.

وعي متزايد يدعم مستقبل العقارات المستدامة

من جهته، قال حمود محمد، مدير تطوير الأعمال في شركة «الواحة الخضراء للإنشاءات»، إن أسواق الإمارات تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على الوحدات السكنية المستدامة، سواء في استهلاك المياه أو الطاقة، مع تزايد وعي المستهلكين بالمردود الاقتصادي والبيئي لمثل هذه المشروعات.

وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة في الطلب على العقارات الخضراء، خصوصاً في دبي وأبوظبي والشارقة، نتيجة سياسات الدولة الداعمة لتقنيات الاستدامة وتحفيز المطورين العقاريين على تبني حلول صديقة للبيئة.

إنجازات عالمية في تبريد المناطق والطاقة النظيفة

وفي إطار المشاريع الكبرى الداعمة للاستدامة، قال أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة إمباور، إن الشركة استعرضت خلال المعرض مشروع الخليج التجاري الذي دخل موسوعة «غينيس» مرتين كأكبر محطة لتبريد المناطق في العالم من حيث القدرة والتغطية.

وأوضح أن المشروع يخدم أكثر من 201 مبنى سكني وتجاري وفندقي، مؤكداً أن هذه الإنجازات تضع دبي في موقع الريادة العالمية بمجالات كفاءة الطاقة والتبريد المستدام.

الإمارات نموذج عالمي في التحول نحو الاقتصاد الأخضر

يرى خبراء أن الزخم الذي شهده «ويتيكس 2025» يعكس توجه الإمارات نحو ترسيخ موقعها كنموذج عالمي في التحول الأخضر، من خلال دمج مفاهيم الاستدامة في مختلف القطاعات الاقتصادية، وخاصة العقارات والطاقة.

ويؤكد المتخصصون أن تعزيز هذا المسار سيجعل من الإمارات إحدى الوجهات الأكثر جذباً للاستثمار في البنية التحتية المستدامة، بما يحقق توازناً بين النمو العمراني والحفاظ على البيئة.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى