دبي تواصل تطوير بنيتها التحتية بافتتاح جسر استراتيجي يربط شارع الشيخ زايد بمول الإمارات
مشروع استراتيجي يرفع كفاءة الطرق في قلب دبي
في إطار خطتها الطموحة لتطوير شبكة الطرق والبنية التحتية في دبي، أعلنت هيئة الطرق والمواصلات (RTA) عن افتتاح جسر جديد يربط شارع الشيخ زايد بمول الإمارات، بالتعاون مع شركة ماجد الفطيم العقارية.
ويُعد المشروع أحد أبرز الإنجازات المرورية لعام 2025، لما يمثّله من تحسين جذري في حركة السير ضمن أكثر المناطق ازدحامًا في الإمارة.
ويمتد الجسر الجديد على طول 300 متر، وبسعة مسار واحد، بطاقة استيعابية تصل إلى 900 مركبة في الساعة، ما يتيح حركة مرورية مباشرة للقادمين من أبوظبي وجبل علي باتجاه مواقف مول الإمارات، دون الحاجة إلى التوقف عند التقاطعات الرئيسية.
ويأتي ذلك ضمن مشروع متكامل يشمل توسعة وتطوير المداخل والمخارج المؤدية إلى المول، وتحسين الطرق والتقاطعات ومسارات المشاة والدراجات الهوائية في المنطقة المحيطة.
رؤية متكاملة لتطوير البنية التحتية في دبي
أكد مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن المشروع يجسد نهج الهيئة في تعزيز البنية التحتية بالتعاون مع القطاع الخاص، وخاصة المطورين العقاريين في المشاريع الحيوية.
وقال الطاير إن الجسر الجديد ومجموعة التحسينات المرتبطة به تهدف إلى تعزيز انسيابية الحركة المرورية وتسهيل تنقل السكان والزوار إلى أحد أهم وجهات التسوق والسياحة في دبي.
وأضاف أن المشروع شمل كذلك توسعة المنحدر عند تقاطع أم سقيم باتجاه الجنوب، وتحسين التقاطعات السطحية المحيطة بالمول بطول 2.5 كيلومتر، إلى جانب تطوير ستة تقاطعات محكومة بإشارات ضوئية ذكية، وتعديل محطة الحافلات عند مترو مول الإمارات لتسهيل الربط بين المواصلات العامة والطرق الرئيسية.
كما تم تحويل الطريق المجاور لفندق كمبينسكي إلى طريق باتجاهين، وتنفيذ تحسينات في مسارات المشاة والدراجات، بالإضافة إلى أعمال رصف الطرق والإنارة وتصريف مياه الأمطار، في إطار تصميم متكامل يراعي معايير الاستدامة والسلامة المرورية.
فوائد مرورية واقتصادية فورية
وبحسب الهيئة، فإن الجسر الجديد سيُحدث نقلة نوعية في انسيابية حركة المرور للقادمين من أبوظبي وجبل علي إلى مول الإمارات، حيث سيُقلّص زمن الرحلة من 10 دقائق إلى دقيقة واحدة فقط، ما يُسهم في تقليل الازدحام وتحسين تجربة القيادة للزوار والمتسوقين.
كما سيسهم المشروع في رفع مستوى السلامة المرورية وخفض الانبعاثات الناتجة عن توقف المركبات في الاختناقات، وهو ما ينسجم مع أهداف دبي البيئية 2040 الرامية إلى تحقيق تنقل أكثر استدامة وكفاءة.
مشاريع تطويرية مستقبلية على شارع أم سقيم
وكشف الطاير أن الهيئة ستبدأ خلال العام الجاري تنفيذ مشروع تطوير شامل لشارع أم سقيم، يمتد من تقاطعه مع شارع جميرا حتى شارع الخيل بطول 6 كيلومترات.
ويشمل المشروع بناء أربعة جسور ونفقين بطول إجمالي يبلغ 3.45 كيلومتر، لتقليل زمن التنقل بين الشوارع الحيوية وربط المناطق السكنية والتجارية الكبرى في دبي.
ويتضمن المشروع تنفيذ نفق مزدوج على تقاطع شارع أم سقيم مع جميرا، وتحسين التقاطعات مع شارع الوصل والشيخ زايد والخيل الأول، إضافة إلى توسعة المسارات إلى أربعة في كل اتجاه، بما يواكب النمو العمراني والسكاني في الإمارة.
خطوة جديدة نحو “دبي المتصلة”
تأتي هذه المشاريع ضمن خطة شاملة لتحسين البنية التحتية الذكية في دبي، والتي تسعى إلى جعل المدينة الأكثر كفاءة في التنقل عالميًا بحلول عام 2030.
وتؤكد هيئة الطرق والمواصلات أن هذه الجهود تسير ضمن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لجعل دبي مدينة المستقبل في التنقل الذكي والمستدام.