اخبار العالم

الاستخبارات الدنماركية تحذر من هجمات بالطائرات المسيرة تهدد أمن الجيش والأجواء الأوروبية

في تصعيد جديد للتوترات الأمنية في شمال أوروبا، حذر مدير جهاز الاستخبارات العسكرية الدنماركية، توماس أهرنكيل، من ارتفاع خطر تعرض البلاد لـ أعمال تخريبية محتملة تستهدف القوات المسلحة، وذلك في ظل تزايد حوادث الطائرات المسيرة مجهولة المصدر التي أربكت قطاع الطيران المدني والعسكري على حد سواء.

الطائرات المسيرة تعطل المطارات وتكشف هشاشة البنية الأمنية

الأسبوع الماضي، اضطرت السلطات الدنماركية إلى إغلاق ستة مطارات عسكرية ومدنية بشكل مؤقت بعد رصد تحليق مسيّرات مجهولة في أجوائها، وهو ما اعتبرته رئيسة الوزراء مته فريدريكسن “هجومًا هجينًا” يستهدف زعزعة الاستقرار.

وفي مشهد مشابه، شهدت مدينة ميونخ الألمانية شللًا جزئيًا في حركة الطيران، بعد أن تسبب رصد مسيرات غامضة في إلغاء 17 رحلة وتعطيل سفر نحو 3 آلاف راكب، قبل أن يُستأنف العمل لاحقًا.

هذه الحوادث أعادت تسليط الضوء على مخاطر الطائرات المسيرة في أوروبا، خاصة مع ضعف القدرة على كشفها والتصدي لها بشكل فوري.

روسيا في دائرة الاتهام: حرب هجينة بلا مواجهة مباشرة

أهرنكيل أوضح أن تقييمات الأجهزة الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا تنفذ حاليًا “حربًا هجينة” ضد الدنمارك والغرب عمومًا، عبر استخدام وسائل غير تقليدية للضغط السياسي والعسكري دون الدخول في مواجهة مباشرة.

ورغم تأكيد وزير الدفاع الدنماركي ترولس لوند بولسن أنه لا يوجد تهديد عسكري مباشر ضد بلاده، إلا أن مراقبين يرون أن مثل هذه الهجمات الرمزية تشكل ضغطًا نفسيًا وسياسيًا كبيرًا على الحكومات الأوروبية، وتضعها في حالة استنفار دائم.

أوروبا تستعد ببناء “جدار الطائرات المسيرة”

تزامنًا مع هذه التطورات، عقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة في كوبنهاجن لمناقشة سبل دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، وتعزيز الأمن الأوروبي ضد التهديدات الجوية.

ومن أبرز المبادرات التي طرحت، مشروع “جدار الطائرات المسيرة”، وهو ليس جدارًا ماديًا، بل شبكة متعددة الطبقات من أنظمة الكشف والاعتراض، تعتمد على التعاون بين دول الاتحاد لتعزيز قدرتها الدفاعية في مواجهة الهجمات المحتملة.

ويرى خبراء أن المشروع يعكس إدراكًا أوروبيًا متزايدًا بأن الطائرات المسيرة باتت السلاح المفضل في الحروب الحديثة، نظرًا لفعاليتها وانخفاض تكلفتها وصعوبة رصدها.

كما أن حوادث التوغل الأخيرة لمسيرات روسية في أجواء الناتو فوق بولندا ورومانيا، وانتهاكات مقاتلات روسية لأجواء إستونيا، دفعت بروكسل إلى تسريع العمل على منظومات دفاعية أكثر تطورًا.

أبعاد جيوسياسية وأمنية

تأتي هذه التحذيرات في وقت حساس، إذ تحولت الدنمارك من دولة محايدة نسبيًا إلى لاعب أساسي في أمن أوروبا بعد الحرب الأوكرانية، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وإسهامها في دعم كييف.

كما أن تعرض مطاراتها العسكرية والمدنية لاضطرابات بهذا الحجم يبعث برسائل سياسية لا تقل أهمية عن تأثيرها الأمني المباشر.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى