
بلجيكا تحقق في رصد 15 طائرة مسيرة فوق قاعدة عسكرية قرب الحدود الألمانية
في تطور أمني يثير القلق داخل أوروبا، أعلنت وزارة الدفاع البلجيكية عن فتح تحقيق عاجل بعد رصد 15 طائرة مسيرة فجر الجمعة فوق قاعدة إلسنبورن العسكرية شرق مقاطعة لييج، بالقرب من الحدود الألمانية.
الحادثة اعتبرتها السلطات “غير مسبوقة” وتستدعي دراسة أبعادها الأمنية والعسكرية بدقة.
الطائرات المسيرة تهدد الأمن القومي البلجيكي
الوزير البلجيكي صرّح أن الحادث ليس معزولاً، حيث تم رصد مسيرات أخرى مساء الخميس في المنطقة ذاتها، ما يشير إلى احتمال وجود عملية منظمة تستهدف القاعدة.
وأوضح أن السلطات لا تستبعد فرضية ارتباط هذه الطائرات بـ”تهديدات هجينة”، في إشارة إلى احتمال استخدام روسيا لتقنيات غير تقليدية لإثارة البلبلة داخل دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وبالرغم من عدم وجود أدلة ملموسة حتى الآن على صلة موسكو المباشرة بالحادث، فإن وزارة الدفاع تؤكد أن التحقيقات جارية بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات البلجيكية وحلفاء أوروبيين لتحديد مصدر هذه الطائرات.
السياق الأوروبي: تصاعد الهجمات بالمسيرات
حادثة إلسنبورن ليست الأولى من نوعها في أوروبا. فخلال السنوات الأخيرة، ازدادت حالات استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات استطلاع أو استهداف منشآت عسكرية وبنى تحتية حساسة.
دول مثل بولندا وألمانيا ورومانيا سبق أن أبلغت عن حوادث مشابهة مرتبطة بالصراع الروسي الأوكراني.
ويرى محللون أن ما حدث في بلجيكا يعكس انتقال “حرب الظل بالمسيرات” من جبهات القتال المباشر إلى العمق الأوروبي، في محاولة لاختبار جاهزية دول الناتو.
أزمة موازية: بلجيكا تستدعي السفير الإسرائيلي
وفي خضم هذا التوتر الأمني، وجدت الدبلوماسية البلجيكية نفسها أمام أزمة أخرى. فقد أعلن وزير الخارجية ماكسيم بريفو استدعاء السفير الإسرائيلي في بروكسل، احتجاجًا على اعتراض إسرائيل لسفن “أسطول الصمود” المتجهة إلى غزة وعلى متنها مساعدات إنسانية ومئات النشطاء الدوليين.
وأكد بريفو أن بين المحتجزين سبعة مواطنين بلجيكيين جرى اقتيادهم إلى ميناء أسدود، مشيرًا إلى أن بلاده تعمل على توفير الحماية القنصلية لهم وضمان عودتهم سريعًا.
كما حذر من أي محاولات إسرائيلية لتصوير النشطاء البلجيكيين كـ”إرهابيين”، مؤكدًا أن مشاركتهم تندرج في إطار العمل الإنساني.
تداخل أمني ودبلوماسي معقد
يرى مراقبون أن تزامن حادث الطائرات المسيرة مع الأزمة الدبلوماسية مع إسرائيل يعكس حجم الضغوط التي تواجهها بلجيكا داخليًا وخارجيًا.
فمن جهة، باتت البلاد على خط المواجهة مع “الحرب الهجينة” التي تنتهجها قوى دولية، ومن جهة أخرى تضطر للدفاع عن مواطنيها في ملفات حساسة كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويرجح محللون أن بلجيكا ستعمل على تعزيز منظومات الدفاع الجوي ومراقبة الأجواء بالتنسيق مع دول الناتو، في حين ستواصل الضغط السياسي والدبلوماسي لحماية مواطنيها في الخارج.