
تحطم طائرة روسية صغيرة في كراسنويارسك يسلط الضوء على تحديات السلامة الجوية
في حادث مأساوي جديد يعيد إلى الواجهة قضية السلامة الجوية في الطائرات الصغيرة، أعلنت اللجنة الدولية للطيران في روسيا عن مصرع طيارين إثر تحطم طائرة من طراز “أنطونوف إن-2” تابعة لشركة طيران محلية في إقليم كراسنويارسك، أحد أكبر الأقاليم الروسية من حيث المساحة.
الحادث وقع يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 قرب بلدة تانزيبي، حيث هوت الطائرة بشكل مفاجئ وتحطمت كليًا، ما أدى إلى وفاة الطيارين الاثنين اللذين كانا على متنها.
وبحسب البيان الرسمي، فقد بدأت السلطات الروسية تحقيقًا عاجلًا للوقوف على أسباب الحادث، في وقت لا تزال فيه تفاصيل الظروف المحيطة به قيد الفحص.
تفاصيل حادث تحطم الطائرة الروسية
بحسب المعلومات الأولية، كانت الطائرة المسجلة برقم RA-70350 تابعة لشركة “بوروس” للطيران، وهي شركة محلية تقدم خدمات النقل الجوي في المناطق النائية من روسيا. وأفادت اللجنة بأن الطائرة تعرضت لعطل مفاجئ خلال تحليقها، ما أدى إلى فقدان السيطرة عليها وسقوطها.
لم ينج أحد من الطاقم المكون من طيارين فقط، وقد أدى الاصطدام إلى تدمير الطائرة بالكامل، فيما باشرت فرق الإنقاذ والجهات المختصة عملها فور تلقي البلاغ.
الطائرة “إن-2” بين التاريخ والمخاطر
الطائرة المنكوبة من طراز “أنطونوف إن-2″، والتي يُطلق عليها في روسيا لقب “كوكوрузنيك” أي “طائرة الذرة”، تُعد من أقدم الطائرات ثنائية السطح التي ما زالت قيد الاستخدام.
صُممت لأول مرة في أربعينيات القرن الماضي في الاتحاد السوفييتي، وتم الاعتماد عليها بشكل واسع في الزراعة ورش المحاصيل، إضافة إلى الرحلات الجوية القصيرة في المناطق الريفية.
ورغم شهرتها بقدرتها على الإقلاع والهبوط في مدارج قصيرة وغير مهيأة، فإن استخدامها المستمر لعقود طويلة يثير مخاوف متزايدة بشأن مستوى الأمان، خصوصًا أن كثيرًا من هذه الطائرات ما زالت تعمل بقدرات تقنية قديمة مقارنة بالطائرات الحديثة.
حوادث الطيران في روسيا والسياق العالمي
الحادث الأخير ليس الأول من نوعه، إذ شهدت روسيا خلال السنوات الماضية عدة حوادث مشابهة مرتبطة بالطائرات الصغيرة المستخدمة في الطيران الإقليمي.
ورغم الجهود المبذولة لتحديث الأسطول الجوي، فإن vast المسافات بين المدن الروسية وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق تجعل هذه الطائرات خيارًا رئيسيًا لشركات الطيران المحلية.
على الصعيد العالمي، تشير تقارير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) إلى أن الطائرات الصغيرة تمثل نسبة غير قليلة من حوادث الطيران السنوية، نتيجة قدم الطرازات أو ضعف الصيانة في بعض الدول.
هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة المستمرة لتعزيز معايير السلامة، وتحديث الأساطيل الجوية، والاستثمار في تقنيات الطيران الحديثة.
تحقيقات جارية وتوقعات بقرارات جديدة
اللجنة الدولية للطيران الروسية أكدت أن التحقيق سيشمل مراجعة سجل الطائرة، وتاريخ صيانتها، وأداء الطيارين، إضافة إلى الظروف الجوية وقت الحادث.
ومن المتوقع أن تصدر السلطات توصيات جديدة لتحسين معايير السلامة الجوية، خاصة في مجال تشغيل الطائرات القديمة مثل “إن-2”.
ويرى خبراء الطيران أن مثل هذه الحوادث قد تسرّع من خطط روسيا لإخراج الطائرات القديمة من الخدمة، أو إحلالها بطرازات حديثة أكثر أمانًا وكفاءة في استهلاك الوقود.
السلامة الجوية بين التحديات والحلول
يبقى حادث تحطم الطائرة الروسية في كراسنويارسك تذكيرًا مؤلمًا بضرورة التركيز على تحديث الطائرات الصغيرة وتحسين معايير السلامة الجوية.
ففي وقت يتجه فيه العالم نحو الاعتماد على الطيران كوسيلة رئيسية للنقل والتجارة، تظل مسألة الأمان الجوي أولوية قصوى يجب أن تتصدر الأجندة الوطنية والدولية على حد سواء.