
الكشف المبكر عن سرطان الثدي في أبوظبي.. حملات توعية تكشف السلوكيات المؤخرة للفحص
يشكّل سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء في دولة الإمارات، إلا أن الأمل يبقى كبيراً في خفض معدلات الوفيات بفضل برامج الفحص المبكر، التي أثبتت قدرتها على رفع نسب الشفاء إلى أكثر من 90%.
وفي هذا الإطار، أعلن مركز أبوظبي للصحة العامة عن نتائج مشجعة، حيث جرى تشخيص 80% من الحالات في الإمارة خلال مراحل مبكرة العام الماضي، بعد أن أجرت أكثر من 34 ألف امرأة الفحص، بزيادة 31% مقارنة بعام 2023.
سلوكيات تؤخر التشخيص المبكر لسرطان الثدي
رغم نجاح الجهود الصحية، لا تزال هناك عوائق سلوكية تحول دون إقدام النساء على الفحص، أبرزها الخوف من النتيجة، والتردد في اتخاذ القرار، إضافة إلى تأجيل المواعيد الطبية.
هذه السلوكيات الثلاثة، وفق ما أوضح المركز، تمثل خطراً حقيقياً لأنها تمنح المرض فرصة للتطور في صمت، بينما يمكن لفحص بسيط وسريع أن ينقذ حياة المريضة.
“اهتمي بالأهم”.. حملة لتعزيز ثقافة الفحص المبكر
أطلق المركز حملة توعية جديدة تحت شعار “اهتمي بالأهم” بالتعاون مع شركاء من مختلف القطاعات الصحية والرياضية والمجتمعية.
وتستند الحملة إلى فكرة مؤثرة وبسيطة: كما نهتم يومياً بهواتفنا ومظهرنا وأمان منازلنا، يجب أن نهتم أكثر بصحتنا.
وتهدف المبادرة إلى تحويل الوعي النظري إلى ممارسة فعلية، عبر تشجيع النساء على حجز مواعيد الفحص بشكل منتظم، والتغلب على المخاوف التي تؤدي إلى التأجيل.
توصيات أبوظبي للصحة العامة للفحص
أوصت الحملة النساء اللواتي تجاوزن سن الأربعين بإجراء تصوير الماموغرام كل سنتين، بينما يُنصح من هنّ بين 20 و39 عاماً بالخضوع لفحص سريري للثدي كل ثلاث سنوات. كما يمكن للنساء بين 35 و39 عاماً إجراء تقييم للمخاطر وفق الحالة الفردية.
وأكد الدكتور راشد السويدي، مدير عام المركز، أن الفحص المبكر يمثل أداة فعالة لتحسين فرص العلاج والشفاء، مشدداً على أن دمج الوقاية في نمط الحياة اليومي يُعد أحد أهداف الاستراتيجية الصحية في الإمارة.
جهود شاملة وتسهيلات للفحص المجاني
تتضمن الحملة تنظيم أيام فحص مجانية في مختلف مناطق أبوظبي، وتسيير وحدات متنقلة لتسهيل وصول النساء إلى الخدمات الصحية، إلى جانب فعاليات توعوية مجتمعية. كما يمكن لحاملي بطاقة “ثقة” الحجز مباشرة عبر منصة “افحص” الإلكترونية.
من جانبها، أوضحت الدكتورة أمنيات الهاجري، المدير التنفيذي لقطاع الصحة العامة، أن الحملة مبنية على إحصاءات وطنية دقيقة، وتهدف إلى استبدال الخوف بالوعي، والتردد بالتمكين، والتأجيل بالمبادرة.
سرطان الثدي في الإمارات.. تحدٍ صحي عالمي
تولي الإمارات هذا الملف أولوية كبرى، تماشياً مع الجهود العالمية لمكافحة المرض الذي يُعد السبب الأول للوفيات بين النساء في كثير من الدول.
ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية وطنية للوقاية من الأمراض المزمنة، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، وتوفير أفضل الخدمات الطبية وفق معايير عالمية.