اخبار الامارات

البنوك الإماراتية تستغني عن «أو تي بي» وتتبنى التصديق عبر التطبيقات الذكية

في خطوة جديدة نحو التحول الرقمي الكامل للقطاع المصرفي في الدولة، بدأت البنوك الإماراتية تنفيذ توجيهات المصرف المركزي بالاستغناء عن كلمة السر لمرة واحدة (OTP)، والاعتماد بدلاً منها على التصديق عبر التطبيقات الذكية.

هذه الخطوة تمثل مرحلة متقدمة في مسار تعزيز أمن المدفوعات الإلكترونية، وتحقيق تجربة أكثر سهولة وسرعة للمتعاملين.

نهاية عصر «الأو تي بي»

على مدار سنوات، اعتمدت البنوك على خدمة الرسائل النصية لإرسال كلمات مرور لمرة واحدة، بهدف التحقق من المعاملات الإلكترونية لكن هذه التقنية، رغم أهميتها في بدايات التحول الرقمي، أثبتت محدوديتها، وكشفت عن ثغرات أمنية استغلها المحتالون في بعض الحالات.

اليوم، ومع التوسع الكبير في استخدام الهواتف الذكية، أصبح من المنطقي أن تنتقل البنوك إلى حلول أكثر تطوراً مثل المصادقة عبر التطبيقات الرسمية، حيث يمكن للمتعامل ببساطة تأكيد العملية من خلال سحب سهم أو الضغط على إشعار يظهر على شاشة هاتفه.

خيار «الأو تي بي» بشروط صارمة

رغم هذا التحول، لن تختفي كلمة السر لمرة واحدة بشكل كامل فقد أكدت مصادر مصرفية أن بعض البنوك ستبقي على خيار «الأو تي بي» لفئة محدودة من المتعاملين الذين لا يفضلون استخدام التطبيقات الذكية، لكن بشروط واضحة.

إذ يتعين على العميل تقديم طلب رسمي مكتوب، مع توقيع إقرار بإخلاء مسؤولية البنك في حال تعرض حسابه لعمليات احتيال أو خصومات غير قانونية أثناء استخدام هذه الطريقة التقليدية.

تعزيز الأمان والسرعة في المعاملات

البنوك أوضحت في رسائلها الموجهة للعملاء أن النظام الجديد يضمن مستويات أعلى من الحماية، إلى جانب سرعة إنجاز المعاملات، مقارنة بالآلية السابقة التي تعتمد على انتظار الرسائل النصية.

فبمجرد بدء عملية الدفع عبر الإنترنت، يتلقى العميل إشعاراً فورياً عبر التطبيق الذكي للبنك، يمكنه من التصديق على العملية بخطوات بسيطة.

التحول الرقمي في سياق عالمي

الخطوة الإماراتية تأتي متوافقة مع الاتجاهات العالمية في القطاع المالي، حيث تتجه البنوك الكبرى في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية إلى إلغاء «الأو تي بي» تدريجياً لصالح أنظمة المصادقة البيومترية أو عبر التطبيقات الرسمية.

ويؤكد خبراء أن هذا التطور يضع الإمارات في طليعة الدول التي تتبنى الابتكار في الخدمات المصرفية الرقمية، بما ينسجم مع استراتيجيات التحول الذكي للاقتصاد الوطني.

رأي الخبراء

الخبيرة المصرفية عواطف الهرمودي اعتبرت أن الاعتماد على التطبيقات الذكية بدلاً من «الأو تي بي» خطوة طبيعية، تعكس النضج الرقمي الذي وصل إليه القطاع المصرفي الإماراتي.

وأشارت إلى أن أكثر من 90% من العملاء باتوا يفضلون التعامل عبر التطبيقات، ما يجعل هذا التحول سلساً وعملياً.

وأضافت أن النظام الجديد أكثر أماناً وموثوقية، في حين أن تجربة «الأو تي بي» عبر الرسائل النصية أثبتت ضعفها أمام بعض محاولات الاختراق والاحتيال.

مستقبل المعاملات البنكية في الإمارات

من المتوقع أن تكتمل عملية التحول بالكامل بحلول نهاية عام 2025، حيث لن تعتمد أي معاملة إلكترونية على «الأو تي بي» إلا في حالات استثنائية.

هذا التوجه يعزز مكانة الإمارات كواحدة من أكثر الدول تقدماً في الأمن السيبراني للقطاع المصرفي، ويمنح العملاء تجربة أكثر مرونة وسلاسة في إنجاز مدفوعاتهم الرقمية.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى