اخبار الامارات

احتيال الذكاء الاصطناعي.. مكالمات فيديو مزيّفة تستدرج الضحايا لطلب المال

في ظل الطفرة الرقمية، لم يعد المحتال بحاجة إلى حيل تقليدية للإيقاع بضحاياه، إذ ظهرت أساليب جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتزييف الصوت والصورة، ما يتيح للمجرمين تقمّص شخصيات أصدقاء أو أقارب وإجراء مكالمات فيديو مقنعة بهدف الاستيلاء على الأموال.

مكالمات تبدو حقيقية لكنها مزيّفة

مجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات نبّه الأفراد إلى خطورة هذا النوع من الاحتيال، مؤكداً أن الضحية قد يتلقى اتصالاً مرئياً من شخص يشبه صديقه تماماً ويستخدم صوته، ليطلب منه تحويل مبلغ مالي عاجل، لكن بمجرد التدقيق في بعض التفاصيل  مثل اختلاف نبرة الصوت أو الأسلوب  يمكن اكتشاف أن المتحدث ليس سوى محتال.

كيف يستغل المحتالون الذكاء الاصطناعي؟

بحسب الخبير في الأمن السيبراني عبدالنور سامي، فإن التقنية نفسها ليست جريمة، بل طريقة استغلالها هي ما يجعلها خطيرة. وأوضح أن أبرز صور الاحتيال تتمثل في:

الطلب المباشر للمساعدة المالية عبر مكالمات أو رسائل يتم توليدها بصوت مشابه لصوت أحد المعارف.

الإعلانات الوهمية التي تروج لاستثمارات مزعومة أو أسهم لشركات كبرى بهدف إغراء الأفراد.

وأشار إلى أن هذه الحيل كثيراً ما تفشل في المنطقة العربية، لكون الذكاء الاصطناعي لم يتقن بعد اللهجات المحلية بشكل دقيق، وهو ما يجعل عمليات التزييف أقل إقناعاً، باستثناء بعض الفئات مثل كبار السن أو الأشخاص ضعاف السمع.

لماذا يصعب على الذكاء الاصطناعي خداع الجميع؟

أوضح سامي أن نجاح التزييف الصوتي أو المرئي يحتاج إلى عينات كثيرة للتدريب، وهو ما يصعّب المهمة إذا لم يكن المحتال يمتلك تسجيلات كافية للشخص المستهدف.

كما أن تركيب الصور والفيديوهات يظل محدوداً ويكشف بسهولة، ما يجعل صناع المحتوى هم الأكثر عرضة لهذه الممارسات بحكم توفر مواد مرئية وصوتية عنهم.

كيف تحمي نفسك من الخداع؟

الخبراء ينصحون بالتعامل بحذر شديد مع أي طلبات مالية تأتي بشكل مفاجئ، خصوصاً إذا صدرت عبر «واتس أب» أو مكالمات فيديو غير متوقعة.

الخطوة الأهم هي التأكد من هوية المتصل عبر مكالمة مباشرة أو وسيلة تواصل أخرى قبل اتخاذ أي إجراء، وعدم التسرع في التحويل أو مشاركة البيانات البنكية.

حملات توعوية مستمرة

الأمن السيبراني شدد على أن مواجهة التزييف العميق لا تقتصر على التقنيات فقط، بل تعتمد على وعي الأفراد ومهاراتهم في كشف التضليل.

ولهذا أطلق المجلس حملات توعوية لحث المجتمع على عدم الانخداع بالمحتوى المزيّف، وتطوير القدرة على التحقق من مصادر المعلومات وملاحظة أي تفاصيل مريبة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى