البرياني يتصدر وجبات المقاصف المدرسية.. وأطباق البلاليط والجباب تعزز ارتباط الطلبة بالموروث الغذائي

مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، تغيّرت صورة المقاصف المدرسية في الإمارات لتصبح أكثر تنوعاً وجاذبية، بعد أن كانت القوائم في الماضي تقتصر على خيارات محدودة لا تلبي جميع الأذواق.

فقد أدرجت المدارس الحكومية والخاصة أطباقاً جديدة تراعي التوازن الغذائي وتلبي رغبات الطلبة، لتشهد الفسحة اليومية مشهداً مختلفاً مليئاً بالحيوية والإقبال على الأطعمة.

البرياني والبلاليط على رأس اختيارات الطلبة

رغم تنوع الخيارات بين السلطات الطازجة، السندويشات الخفيفة، الأطعمة المشوية، العصائر الطبيعية ومنتجات الألبان، إلا أن البرياني ظل الطبق الأكثر طلباً، إذ تنفد كمياته في الدقائق الأولى من الاستراحة.

في المقابل، فضّل طلبة المراحل الأولى أطباق البلاليط والجباب، لكونها خفيفة وتستحضر المذاق التراثي المحبب، ما يعكس ارتباطهم بالوجبات الوطنية التي تشبه أجواء البيت.

المقاصف المدرسية بين الصحة والهوية الغذائية

إدارات المدارس أكدت أن قوائم الأطعمة صُممت لتراعي الصحة إلى جانب الثقافة الغذائية، حيث تضم وجبات متوازنة من الكربوهيدرات والبروتينات والفواكه والخضراوات، بما ينسجم مع توصيات منظمة الصحة العالمية بضرورة تقليل استهلاك الملح والدهون والسكريات.

ويؤكد اختصاصيون أن التغذية المدرسية المتوازنة تعزز تركيز الطلبة، تدعم نموهم الجسدي والمعرفي، وتقلل معدلات الغياب المرتبطة بالأمراض.

بعد اجتماعي وثقافي للمقاصف

لم يعد المقصف مجرد مكان لتناول الطعام، بل تحول إلى مساحة للتواصل الاجتماعي والتعبير عن الهوية الغذائية. مديرات المدارس أشرن إلى أن إدخال أطباق مثل البلاليط والجباب أكسب التجربة بعداً ثقافياً، إذ بات الطلبة يشعرون بالدفء والارتباط بالمنزل.

كما أسهمت الأسعار المناسبة، التي تراوحت بين ثلاثة وتسعة دراهم، في زيادة الإقبال اليومي بشكل لافت.

رؤية شاملة لتعزيز السلوك الغذائي

خبراء التغذية شددوا على أن توفير وجبات مدرسية متوازنة لا يكفي وحده، بل يجب أن يصاحبه توعية مستمرة، ومتابعة للأطفال الذين يعانون اضطرابات غذائية، بما يسهم في بناء جيل يتمتع بصحة جيدة وقدرة عالية على التحصيل الدراسي.

ومن هنا تتحول المقاصف المدرسية إلى منصات للتربية الغذائية، تعكس مزيجاً من الصحة، الثقافة، والهوية الوطنية.