
خطأ طبي خطير في دبي: ثقب في الجمجمة وتعويض 150 ألف درهم لمريض
تحولت جراحة أنف عادية إلى مأساة صحية كادت أن تودي بحياة مريض عربي في دبي، بعد أن تسبب خطأ طبي جسيم من جرّاح في إحداث ثقب بقاعدة الجمجمة، ما أدى إلى مضاعفات خطيرة شملت التهاب السحايا وخراجاً في المخ، وانتهت بحكم قضائي بإلزام الطبيب والمستشفى بدفع 150 ألف درهم تعويضاً للمريض.
تفاصيل الخطأ الطبي
المريض دخل المستشفى لإجراء عملية روتينية لإزالة أكياس وتعديل الحاجز الأنفي، غير أن الجراحة استغرقت وقتاً أطول من المعتاد.
وبعد خروجه مباشرة، ظهرت عليه أعراض غير طبيعية مثل صداع متواصل وحساسية من الضوء، قبل أن تتدهور حالته خلال أيام قليلة.
الأشعة كشفت عن وجود كتلة سوداء بالمخ نتيجة ثقب في الجمجمة، كما تسرب السائل الدماغي عبر الأنف، وهو ما أكد الأطباء المتخصصون أنه نتاج مباشر للخطأ الجراحي.
إهمال الطبيب وتقرير اللجنة الطبية
الصدمة الأكبر كانت في تعامل الجراح مع الموقف؛ إذ أظهر تقرير لجنة المسؤولية الطبية في هيئة الصحة بدبي أن الطبيب كان يشك بحدوث تسرب للسائل الدماغي أثناء العملية، ومع ذلك سمح بخروج المريض دون اتخاذ الإجراءات الطبية الطارئة، مثل إبقائه تحت المراقبة أو استشارة أطباء الأعصاب.
التقرير اعتبر أن تصرفه يعكس “إهمالاً ولامبالاة” أدت إلى تفاقم الحالة الصحية للمريض، وإصابته بصداع شديد وهلوسات سمعية وبصرية وخراج دماغي استدعى دخوله العناية المركزة.
حكم المحكمة في قضية الخطأ الطبي
المريض لجأ إلى القضاء مطالباً بتعويض قدره ثلاثة ملايين درهم، لكن المحكمة المدنية الابتدائية بدبي قضت بإلزام الطبيب والمستشفى معاً، استناداً إلى مبدأ المسؤولية الطبية، بدفع 150 ألف درهم تعويضاً عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالمريض.
المحكمة أوضحت في حيثيات حكمها أن الطبيب ارتكب خطأً مهنياً جسيماً، وأن المستشفى مسؤول بالتضامن معه لأنه وفر له بيئة ممارسة العمل التي أُرتكب فيها الفعل الضار.
التعويض عن الأضرار المادية والمعنوية
الحكم أكد أن التعويض يشمل ما عاناه المريض من آلام بدنية ونفسية، بداية من الصداع والالتهابات الخطيرة وحتى الخوف والقلق الذي أصابه بعدما اكتشف وجود كتلة في المخ، فضلاً عن فترة العلاج الطويلة التي امتدت لأسابيع.