
مقابر غامضة في بيرو تكشف أسرار حضارة عمرها 4500 عام
اكتشاف يغير مسار التاريخ
في مفاجأة علمية مذهلة، أعلن فريق من علماء الآثار في بيرو عن العثور على مقابر أثرية تعود إلى أكثر من 4500 عام في وادي نهر موتشي، وهو ما يعيد رسم ملامح التاريخ القديم للمنطقة ويكشف أن المجتمعات المتطورة لم تكن محصورة في السواحل كما كان يُعتقد سابقًا.
تفاصيل المقابر المكتشفة
الموقع، المعروف باسم كاستيلو دي خيسوس ماريا في إقليم لا ليبرتاد، احتوى على خمس جثث تعود لرجل وامرأة وثلاثة أطفال أحدهم حديث الولادة.
وتشير الدلائل إلى أن أحد المدفونين ربما كان زعيمًا محليًا نظرًا لحجم قبره والقرابين الثمينة التي وُجدت إلى جانبه.
حضارة ما قبل الفخار في بيرو
مدير المشروع الأثري، ألدو واتانافي، أوضح أن هذه المقابر تثبت وجود مجتمعات منظمة ومزدهرة خارج السواحل، حيث كان الموقع مركزًا للزراعة والتجارة وإنتاج الأحجار والصبغة الحمراء، مما يعكس تعقيدًا اجتماعيًا واقتصاديًا لم يكن معروفًا من قبل في تلك الفترة المبكرة.
اكتشافات أثرية موازية
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد عثر الباحثون أيضًا على جدارية ضخمة ثلاثية الأبعاد عمرها 3000 عام في الساحل الشمالي الغربي لبيرو، تزينها ألوان زاهية وزخارف أسطورية مذهلة لا تزال تحتفظ برونقها الأصلي.
كما اكتُشفت بقايا 12 شخصًا مدفونين في أوضاع غير اعتيادية، وُجدوا مكبّلين ومقيدين، ويُرجح أنهم قُدموا كقرابين بشرية قبل نحو 2300 عام، وهو ما يعزز فرضية الطقوس الدينية المرتبطة بالعنف في تلك الحقبة.
خطوة نحو فهم أعمق للحضارات القديمة
هذه الاكتشافات المتتالية تعيد تسليط الضوء على تاريخ بيرو العريق قبل حضارات الموتشي والتشيمو الشهيرة، وتفتح الباب أمام أبحاث جديدة لفهم الديناميكيات الاجتماعية والرموز الدينية والاقتصادية التي شكّلت هوية المنطقة قبل آلاف السنين.