نجوم الدراما الجدد.. كيف صنعتهم شاشات الهواتف ومنصات التواصل؟

لم يعد حلم النجومية في العالم العربي حبيس المسارح أو معاهد الفنون كما كان في الماضي، بل أصبح اليوم يبدأ من شاشة الهاتف الصغيرة.

فقد فرضت منصات التواصل الاجتماعي واقعاً مختلفاً في صناعة النجوم، حيث تحولت المقاطع القصيرة والبرامج الرقمية إلى بوابة مباشرة نحو التلفزيون والسينما، مقدمةً جيلاً جديداً من الفنانين الذين كسروا القوالب التقليدية، وصنعوا مساراتهم الخاصة من قلب الفضاء الرقمي.

أحمد أمين.. من مقاطع 30 ثانية إلى العالمية

بدأ أحمد أمين حياته بعيداً عن الكاميرات، حيث عمل في مجال صحافة الأطفال وكتابة نصوص الرسوم المتحركة ،لكن نقطة التحول جاءت حين قرر أن يطل على الجمهور بمقاطع ساخرة مدتها نصف دقيقة، لامست قلوب المتابعين على «فيسبوك» و«يوتيوب».

هذا النجاح الرقمي فتح له الطريق إلى برنامج «البلاتوه»، ومنه إلى الدراما التلفزيونية والسينما، قبل أن يصل إلى العالمية عبر «نتفليكس» في مسلسل «ما وراء الطبيعة»، الذي أكد نضج أدواته الفنية وتجاوزه للكوميديا إلى أدوار أكثر جدية.

إبراهيم الحجاج.. من التسويق إلى نجم شباك التذاكر

لم يكن إبراهيم الحجاج اسماً معروفاً في البداية، فقد تخرج في تخصص التسويق، لكنه اختار المسرح والكوميديا الارتجالية، وشارك في تأسيس «بيت الكوميديا» بالمنطقة الشرقية في السعودية.

ومن خلال رصيده الرقمي على «يوتيوب»، شق طريقه إلى الشاشة بمسلسلات مثل «رشاش»، قبل أن يصبح أحد أبرز نجوم السينما السعودية بفيلمي «سطار» و«إسعاف»، حيث جمع بين التمثيل والكتابة والإنتاج الإبداعي.

إبراهيم الخير الله.. من شخصية «التمساح» إلى فيلم «الزرافة»

برز إبراهيم الخير الله كواحد من أبرز وجوه الكوميديا الرقمية عبر برنامجه «لا يكثر» على «يوتيوب»، ثم من خلال شخصية «التمساح» التي صنعت له شعبية واسعة بين الشباب.

هذه الشهرة الإلكترونية لم تتوقف عند حدود الإنترنت، بل قادته إلى المشاركة في أعمال درامية وسينمائية، وصولاً إلى فيلم «الزرافة» الذي مثّل نقطة تحول في مسيرته، إذ جمع فيه بين الكتابة والتمثيل ليؤكد مكانته كفنان شامل يتجاوز إطار «اليوتيوبر».

سلمى أبوضيف.. من الإعلام والأزياء إلى بطولات الشاشة

اختارت سلمى أبوضيف طريقاً مختلفاً، حيث بدأت كمذيعة راديو على الإنترنت وهي في سن صغيرة، ثم اتجهت إلى عروض الأزياء لكن حضورها القوي على «إنستغرام» لفت أنظار المخرجين، لتدخل سريعاً إلى الدراما والسينما من خلال أعمال مثل «حلاوة الدنيا» و«شيخ جاكسون»، ثم تتألق في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» في رمضان 2024، وهي تستعد حالياً لبطولة فيلم جديد إلى جانب نجوم بارزين.

صناعة النجومية بين الرقمي والواقع

قصص أحمد أمين وإبراهيم الحجاج وإبراهيم الخير الله وسلمى أبوضيف تكشف ملامح تحوّل جوهري في صناعة النجوم العرب.

فجيل اليوم لم ينتظر الفرص التقليدية، بل صنعها عبر هواتفه ومنصاته الخاصة، ليبرهن أن «الترند» قد يكون بالفعل جواز سفر إلى الاحتراف، شرط امتلاك الموهبة والقدرة على الاستمرار.