اقتصاد

من مدرجات كرة القدم إلى مصانع العطور: عامر المريد يروي قصة شغفه وتحوله لرائد أعمال ناجح

في لحظة غير متوقعة، وبينما كان في طريقه لتشجيع فريقه المفضل في مباراة بكرة القدم، وجد رائد الأعمال الإماراتي عامر المريد نفسه على أعتاب مسار مهني جديد، لم تكن الرحلة إلى إحدى المدن الصينية مجرد رحلة مشجع، بل كانت بداية تحول جذري في مسيرته، حين التقى صديقاً تحدّث معه عن عالم العطور، لتكون تلك المحادثة البسيطة الشرارة الأولى لانطلاقه في هذا القطاع.

يتحدث المريد، المدير التنفيذي لشركة “أروما دي لامور”، في حوار صحفي له ، عن تفاصيل تلك البداية غير التقليدية، موضحاً أنه لم يكن يفكر يوماً في دخول عالم العطور، لكن كلمات صديقه أثارت فضوله، فبدأ يطّلع تدريجياً على خفايا هذا المجال، ليقرر لاحقاً تأسيس شركته في عام 2019، قبل فترة وجيزة من تفشي جائحة “كورونا”.

ورغم التحديات التي فرضتها الجائحة، فإنها لم تُثنه عن المضي قدماً، بل يرى عامر أن الأزمة مثلت فرصة غير متوقعة للنمو، حيث استفاد من انخفاض التوسع لدى الشركات الكبرى ليحجز لنفسه موطئ قدم في عدد من المراكز التجارية، عبر أكشاك صغيرة بدأت بمنفذين اثنين وتوسعت لتصل اليوم إلى 21 منفذاً، إضافة إلى مصنع ومستودعات متكاملة.

ويؤكد المريد أن النجاح لم يكن عشوائياً، بل اعتمد على دراسة شاملة للسوق، ووضع خطط مدروسة للنمو. بدأ بإنتاج ثمانية أنواع من العطور، ارتفع عددها لاحقاً إلى 16 نوعاً، كلها تحت علامات تجارية محلية، حملت أسماء مدن عالمية، بهدف إثارة الذكريات العاطفية لدى المستخدمين وربط الروائح بتجارب سفرهم.

ويشرح عامر أن صناعة العطور مزيج من الفن والعلم، تتطلب دراسة معمقة وخبرة طويلة، مشيراً إلى أن تركيب الزيوت العطرية المركزة لا يتم عشوائياً، بل يخضع لمعايير دقيقة ويُدرّس في جامعات متخصصة حول العالم.

اليوم، تجاوز عدد موظفي شركته 100 موظف، ويخطط للوصول إلى 25 منفذاً للبيع بحلول 2027. كما بدأت الشركة في التوسع خليجياً وعربياً، بتصدير منتجاتها إلى أسواق مثل العراق وليبيا وتونس وموريتانيا، بالإضافة إلى اختراق السوق الأميركية، مع خطط لافتتاح فروع في قطر قريباً.

وعن طبيعة العمل، يوضح أن “أروما دي لامور” لا تقتصر على البيع المباشر فقط، بل انتقلت إلى التجارة الإلكترونية، كما تقدم خدمات التعبئة والتصنيع لصالح جهات أخرى عبر خطوط إنتاجها الخاصة.

ويختتم المريد حديثه بنصيحة لرواد الأعمال المواطنين، داعياً إلى التحلي بالشجاعة، والحرص على التخصص في مجالاتهم، وعدم الاكتفاء بالحماس، بل ضرورة بناء معرفة عميقة، ووضع دراسات جدوى دقيقة لتفادي الفشل المبكر.

تحديات رواد الأعمال

يشير عامر إلى أن من أبرز ما يعيق الشباب في بداية مشروعاتهم هو الخوف من الخطوة الأولى، إضافة إلى صعوبة التوفيق بين الوظيفة والمشروع الخاص. ويقترح أن يُمنح المواطنون المرونة في العمل، مثل الدوام الجزئي أو بنصف راتب، لتمكينهم من خوض تجربة ريادة الأعمال دون خسارة وظائفهم الرسمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى