اخبار الامارات

مدارس خاصة تخطو نحو المستقبل بثلاث مبادرات مبتكرة لتدريس الذكاء الاصطناعي

في خطوة استباقية لاحتضان أدوات المستقبل، أطلقت مدارس خاصة مبادرات رائدة لتدريس الذكاء الاصطناعي اعتباراً من العام الدراسي المقبل 2025-2026، رغم أن قرار إدراج هذه المادة يقتصر حالياً على المدارس الحكومية، إلا أن هذه المدارس الخاصة قررت أن لا تنتظر، بل شرعت في تنفيذ خطط ثلاثية تعكس وعيها بأهمية التغيير ومواكبة التحول الرقمي في التعليم.

المبادرة الأولى تمثلت في إدراج مفاهيم تمهيدية للذكاء الاصطناعي ضمن حصص الحوسبة المدرسية، فيما اختارت مدارس أخرى حلاً سريعاً يتمثل في التعاقد مع منصات تدريب إلكترونية لتوفير محتوى فوري للمعلمين والطلبة، أما النموذج الثالث فقد ركز على بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، تهدف إلى توفير محتوى تدريبي وأجهزة تعليمية متخصصة.

وعلى الجانب الآخر، اختارت بعض المدارس التريث قليلاً، مفضلة الانتظار لحين تقييم نتائج التجربة الحكومية، مع السعي في الوقت نفسه نحو تطوير بنيتها الرقمية ومناهجها التعليمية بشكل تدريجي ومدروس.

وأشار عصام حسني، المستشار التربوي في مجموعة نورث بوينت التعليمية، إلى أن المجموعة بدأت فعلياً بتطبيق محتوى ذكاء اصطناعي ضمن أنشطة الحوسبة، بالتزامن مع إرسال معلمي التكنولوجيا لدورات متقدمة تنظمها شركات تقنية معروفة.

كما أكد أن المجموعة وقعت شراكة مبتكرة مع شركة وطنية ناشئة، من شأنها توفير محتوى مخصص لكل مرحلة دراسية، مع تدريب عملي مباشر للمعلمين داخل الصفوف، لتتحول المبادرة إلى عنصر جذب يميز المدرسة في نظر أولياء الأمور.

ومن جانبها، أوضحت إدارة مدرسة دبي الحديثة، حيث عبر مديرها خالد عبدالحميد، أن المدرسة اختارت التعاقد مع مزود تدريب رقمي لتقديم محتوى تمهيدي في الذكاء الاصطناعي، طالباً من المعلمين إتمام التدريب خلال العطلة الصيفية، استعداداً لصياغة خطة تعليمية شاملة بعد صدور التوجيهات الوزارية الرسمية.

وأضاف أن المدرسة أنشأت نادياً متخصصاً في الذكاء الاصطناعي، يضم طلاباً من مختلف الصفوف يعملون معاً على مشاريع تقنية تعالج قضايا مجتمعية حقيقية.

أما سارة طارق، مديرة مدرسة نبراس الإيمان، فقد صرحت بأن إدارتها لم تبدأ حتى الآن في تنفيذ خطوات فعلية، بانتظار التوجيهات الرسمية من الوزارة حول المنهاج المقترح، مؤكدة أن خطط التدريب وتجهيز البيئة المدرسية سيتم تنفيذها فور اتضاح الرؤية الكاملة.

وبالمثل، اتخذت مدرسة الضياء العلمية موقفاً حذراً، حيث أكدت مديرتها خلود فهمي أن الإدارة تفضل انتظار نتائج تجربة المدارس الحكومية لتستفيد منها في رسم خطة التطبيق والتدريب والتطوير المناسب.

وفي السياق ذاته، شددت الخبيرة التربوية نورا المهيري على ضرورة وجود إطار تنظيمي واضح لتدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس الخاصة، يأخذ بعين الاعتبار تنوع المراحل العمرية والاختلاف في القدرات التقنية بين المدارس. كما دعت إلى تعزيز تدريب الكوادر التعليمية، وتوثيق التجارب الميدانية، وتحفيز التعاون مع شركات التقنية لإثراء البيئة التعليمية بالأدوات الذكية المناسبة.

واختتمت المهيري حديثها بالتأكيد على أن المدارس الخاصة اليوم تشكل مساحة حيوية لتجريب وتطوير نموذج تعليمي جديد، يتماشى مع التحول الرقمي الذي تقوده الدولة، ويرسّخ مفهوماً تعليمياً يقوم على التفكير النقدي والاستخدام الواعي للتقنيات، بهدف إعداد جيل قادر على التفاعل بذكاء مع عالم تقوده الخوارزميات والابتكارات المستمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى