
الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة لعلاج مرض السكري
أثبتت دراسة بحثية حديثة أجرتها جامعة خليفة بالتعاون مع جامعة تولين الأميركية أن دمج الذكاء الاصطناعي مع تقنيات الأوميكس المتعددة قد يغيّر جذرياً طريقة تشخيص وعلاج مرض السكري من النوع الثاني، فاتحاً الباب أمام تطوير علاجات شخصية دقيقة تستجيب لاحتياجات كل مريض على حدة.
الذكاء الاصطناعي والسكري: نحو علاجات شخصية
ركزت الدراسة على سد الفجوة بين الأبحاث الجزيئية والممارسة الطبية، وأظهرت النتائج أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الأوميكس التي تشمل الجينات والبروتينات والمستقلبات وميكروبات الأمعاء يتيح فهماً أعمق لآليات المرض، ويحدد المسارات الحيوية المسؤولة عن اضطرابات مثل فشل إنتاج الأنسولين أو خلل تنظيم الغلوكوز.
أرقام مقلقة وتوقعات مستقبلية
تشير التقديرات إلى إصابة 463 مليون بالغ حالياً بمرض السكري من النوع الثاني، مع توقع ارتفاع العدد إلى 700 مليون بحلول عام 2045، خصوصاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا، ما يعزز الحاجة الملحة لعلاجات أكثر دقة وفاعلية.
ثورة في طب السكري الدقيق
أوضح الباحثون أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل البيانات المعقدة لاستخراج أنماط جزيئية دقيقة، بما يسمح للأطباء بتصنيف المرضى ووضع خطط علاجية متخصصة.
كما يمكن للنماذج التنبؤية أن تحدد درجة الخطر حتى قبل ظهور الأعراض السريرية، ما يمنح فرصة للتدخل المبكر وتقليل المضاعفات.
خطوة نحو المستقبل
اعتبر فريق البحث أن هذه المقاربة تمثل انتقالاً من العلاج التقليدي إلى طب شخصي أكثر تطوراً، حيث لا يعتمد العلاج على نهج موحّد، بل يصمم بناءً على البصمة الجزيئية لكل مريض.
ويرى الباحثون أن هذا التطور يفتح الطريق أمام عصر جديد في مكافحة مرض السكري يوازن بين البحث العلمي والتطبيق الطبي العملي.