
أب يروي مأساة ابنه مع الإدمان ويحذر الأسر من التستر
تحولت قصة أب خليجي مع ابنه المدمن إلى صرخة تحذير يوجهها لكل أسرة، بعدما فقد فلذة كبده نتيجة جرعة زائدة من المخدرات.
الأب الذي عايش رحلة قاسية بين الأمل والانكسار، قرر مشاركة تجربته علناً، مؤكداً أن التستر على الإدمان أخطر من الاعتراف به، وأن طلب المساعدة المبكرة قد ينقذ حياة الأبناء.
مأساة الإدمان تبدأ من التستر
يروي الأب أن ابنه كان شاباً ذكياً ومحبوباً، يحظى باهتمام والديه، قبل أن يتغير سلوكه تدريجياً ويدخل في دائرة الانعزال والرفقة السيئة.
حادث مروري كشف المستور، حين لاحظت طبيبة التخدير مقاومته للمخدر الطبي، مشيرة إلى احتمال تعاطيه مواد مخدرة ،إلا أن الأب اعترف أنه ارتكب خطأً كبيراً بمحاولة التستر على المشكلة بدلاً من طلب المساعدة.
صدمات متكررة مع الإدمان
مع مرور الوقت، اكتشف الأب أدوات تعاطٍ بحوزة ابنه، من إبر وحبوب مخدرة، فواجهه على انفراد، ليعترف الابن ويبكي نادماً.
ورغم تحسن حالته لفترة وإعادة دراسته الثانوية بنجاح، إلا أن الإدمان كان أقوى، ليعود مجدداً ويقع في فخ المخدرات.
الأسوأ أن المخدرات وصلت إلى منزله رغم تشديد الرقابة ومنعه من الخروج أو الحصول على المال.
تجربة قاسية تنتهي بالوفاة
بعد محاولات للعلاج داخل مركز «إرادة»، فر الابن من الرقابة وعاد للتعاطي، متحولاً إلى شخص مختلف في طباعه وسلوكه.
لم تمضِ فترة طويلة حتى انتهت حياته بسبب جرعة زائدة، ليترك أسرته غارقة في الحزن والأسى، وليدرك الأب أن التكتم والتستر عجّلا بهذه النهاية.
دروس من مأساة الإدمان
الأب شدد على أن الإدمان ليس عيباً يُستَر، بل مرض يحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة، مشيراً إلى أن القوانين تعفي من العقوبة من يلجأ إلى الشرطة أو النيابة للعلاج.
كما أكد أهمية دور المدرسة والمجتمع في رصد التغيرات السلوكية المبكرة، مثل العزلة والغياب المتكرر والانفعال الزائد، إذ يمكن للتدخل المبكر أن يرفع فرص العلاج بنسبة تصل إلى 70%.
خط الدفاع الأول ضد الإدمان
وجّه الأب رسالته إلى كل أسرة قائلاً: “لا تستهينوا بالتغيرات السلوكية، ولا تخافوا من الفضيحة، فالتبكير في مواجهة الإدمان ينقذ الأرواح”.
كما دعا إلى تكاتف المجتمع بأسره، بدءاً من الجار والمعلم وصولاً إلى رجال الشرطة، باعتبار أن الجميع يمثل خط الدفاع الأول ضد المخدرات.
قصة هذا الأب لم تكن مجرد رواية شخصية، بل تحذيراً صريحاً لكل الأسر بأن التستر يقتل، وأن الوقاية تبدأ بالانتباه المبكر وطلب الدعم من الجهات الرسمية.