
الصيام المتقطع..سر حرق الدهون وتحسين الذاكرة لكن بشروط
بدأ نمط “الصيام المتقطع” يفرض نفسه كخيار غذائي شائع بين من يسعون إلى فقدان الوزن بطريقة صحية وتحسين مؤشراتهم الحيوية، إلا أن خبراء التغذية والأطباء يؤكدون أنه ليس مجرد حمية عابرة، بل استراتيجية غذائية تتطلب فهماً عميقاً وتطبيقاً دقيقاً لضمان النجاح وتجنب الأضرار.
تحوّل الدهون البيضاء إلى طاقة نظيفة
أوضح عدد من الأطباء أن هذا النوع من الصيام، الذي يعتمد على الامتناع عن تناول الطعام لفترات قد تمتد إلى 16 ساعة يومياً، يساعد الجسم على الانتقال من استخدام السكر إلى حرق الدهون كمصدر أساسي للطاقة.
ويؤدي هذا التحول إلى التخلص مما يسمّى بـ”الدهون الخبيثة” وتحويلها إلى دهون بنية صحية تساهم في إنتاج الطاقة، إلى جانب تعزيز وظائف الميتوكوندريا.
ليس لكل الفئات: متى يجب الحذر؟
رغم فوائده المتعددة، إلا أن الصيام المتقطع ليس مناسباً للجميع، فقد حذّر الأطباء من تبنيه دون إشراف طبي، خصوصاً للحالات التالية: النساء الحوامل والمرضعات، مرضى السكري المعتمدين على الأنسولين، و كبار السن المصابين بأمراض مزمنة، والأطفال والمراهقين في طور النمو، والمصابين باضطرابات الأكل.
فوائد تمتد إلى الدماغ والقلب
تشير الدراسات إلى أن اتباع الصيام المتقطع يساعد في خفض مستويات السكر والكوليسترول، وتنظيم ضغط الدم، وتحسين التركيز، والحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما أنه يعزز عملية “الالتهام الذاتي”، وهي آلية فسيولوجية تعمل على تنظيف الجسم من الخلايا التالفة، ما يدعم صحة الدماغ ويقلل مؤشرات الشيخوخة.
آثار جانبية متوقعة يمكن التعامل معها
قد تظهر بعض الأعراض المزعجة في البداية مثل الصداع،و اضطرابات النوم، أو الإمساك، لكن يمكن تخطيها عبر التدرج في التطبيق، وشرب كميات كافية من الماء، والحرص على تناول وجبات متوازنة بعيداً عن الأطعمة المعالجة والمليئة بالسكريات.
بين الرجل والمرأة.. اختلاف في التوقيت
تنصح اختصاصية التغذية تسنيم عبيد بأن لا تزيد مدة الصيام عند النساء عن 12 ساعة، في حين يمكن للرجال الصيام حتى 16 ساعة، مع الالتزام بفترات الأكل الصحية المتبقية دون إفراط، لتفادي التعب أو هبوط الطاقة.
الأنسولين والهرمونات تحت المجهر
الصيام المتقطع يساعد في خفض مستويات الأنسولين وتحسين حساسية الخلايا له، وهو ما يعد أمراً حيوياً في إدارة السكري من النوع الثاني ، كما أن له تأثيرات إيجابية على هرمونات مثل اللبتين المسؤول عن الشبع والغريلين المسؤول عن الجوع، بالإضافة إلى التوازن الطبيعي لهرمون الكورتيزول، ما يعزز التحكم بالتوتر.
ليس مجرد “دايت”بل أسلوب حياة
اتفق الأطباء على أن الصيام المتقطع، حين يُنفذ بشكل صحيح وتدريجي، يتحول إلى نمط حياة يعزز صحة الجسم على المدى الطويل، ويمنح الإنسان توازناً بين الطاقة، الصحة، والوزن، وليس مجرد وسيلة مؤقتة لإنقاص الوزن.