مساهمو إنتل يوقفون التوسع في إسرائيل.. الاعتبارات الجيوسياسية تنتصر
في خطوة تعكس تحولات عميقة في سياسات الشركات العالمية تجاه التوترات الإقليمية، رفض مساهمو شركة “إنتل” الأمريكية استئناف نشاطها في إسرائيل، وذلك عقب أول اجتماع لهم بعد تولي ليب بو تان منصب الرئيس التنفيذي للشركة، خلفاً لبات جيلسينجر.
جاء القرار بعد طرح اقتراح من بعض المساهمين يطالب بإعادة النظر في تواجد “إنتل” داخل إسرائيل، نظراً لحساسية المشهد الجيوسياسي.
ورغم أن الاقتراح كان سيفرض على الشركة فتح نقاش داخلي رسمي حول استثماراتها في البلاد، إلا أنه جوبه بالرفض إلى جانب اقتراحين آخرين.
وتعكس هذه النتيجة موقفاً واضحاً من الشركة تجاه إبقاء الباب مغلقاً أمام إعادة تفعيل عملياتها في إسرائيل في المرحلة الحالية، بالرغم من الضغوط التي يمارسها بعض المستثمرين.
وتدير “إنتل” في إسرائيل عدداً من المنشآت الحيوية لتطوير وتصنيع المعالجات والرقاقات، من أبرزها مصنع “كريات جات” الذي لطالما شكل أحد أعمدة الإنتاج، ويوفر فرص عمل لآلاف الموظفين.
من جهته، يقود ليب بو تان حالياً عملية إعادة هيكلة واسعة تهدف إلى تحسين أداء الشركة في ظل تباطؤ النمو وتراجع الإيرادات، فضلاً عن المنافسة الشرسة من شركات مثل Nvidia وAMD وTSMC. ويأتي ذلك ضمن خطة أوسع لإعادة التموضع وتقليص التكاليف.
وكانت “إنتل إسرائيل”، المعروفة بكونها أكبر جهة توظيف في القطاع الخاص داخل إسرائيل، قد أقدمت على موجة تسريحات جماعية غير مسبوقة، أدت إلى انخفاض عدد موظفيها إلى أقل من 10 آلاف للمرة الأولى خلال عقد. كما علّقت الشركة خطة توسعة بقيمة 25 مليار دولار كانت مخصصة لتعزيز قدرات مصنعها هناك.
هذا التحول في توجهات “إنتل” قد يحمل دلالات أوسع على إعادة تقييم استراتيجيات الشركات العالمية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، والتوجه المتزايد نحو سياسات أكثر تحفظاً في توزيع الاستثمارات.