
أكثر من مليون طالب يعودون إلى مقاعد الدراسة.. عام دراسي جديد بملامح مختلفة
انطلقت صباح اليوم رحلة تعليمية جديدة مع فتح أبواب المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال أمام أكثر من مليون طالب وطالبة في مختلف أنحاء الدولة، حيث يبدأ العام الدراسي وسط أجواء حماسية واستعدادات مكثفة من وزارة التربية والتعليم لضمان انطلاقة سلسة وآمنة.
الوزارة وضعت خطة خاصة لعودة الطلبة، لا تقتصر على تنظيم جداول الدوام، بل تمتد إلى توفير بيئة تعليمية مهيأة نفسياً وأكاديمياً منذ اليوم الأول، تحت شعار العام الدراسي «من المهارة إلى الصدارة».
وتعتمد الخطة على التدرج في الحضور خلال الأسبوع الأول لتخفيف الازدحام وضمان مرونة أكبر للكوادر الإدارية والتعليمية.
ملامح العام الدراسي الجديد حملت خمسة تغييرات رئيسية، في مقدمتها إلغاء الاختبارات المركزية في الفصل الثاني، مع الإبقاء على الاختبارات الوزارية في الفصلين الأول والثالث، إلى جانب تحديث آلية توزيع الدرجات لتصبح 60% للاختبارات الوزارية و40% لتقديرات المعلم على مدار الفصول الثلاثة.
كما أدرجت الوزارة منهاج الذكاء الاصطناعي بدءاً من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني، ليشكل محوراً تعليمياً قائماً على المشروعات العملية دون اختبارات تقييمية.
وفي خطوة لتخفيف الضغط عن الطلبة، جرى تقليص المسارات التعليمية إلى مسارين فقط هما «العام» و«المتقدم»، مع تقليص محتوى مادتي الرياضيات والفيزياء لصفوف التاسع حتى الثاني عشر في المسار العام.
أما المستجد الخامس فيستهدف الكوادر التعليمية والإدارية، من خلال مشروع لتقييم الكفاءات التربوية يشمل 23 ألف معلم ومعلمة بهدف تحديد مسارات مهنية واضحة وتعزيز قدراتهم بما يتماشى مع احتياجات المنظومة التعليمية.
ويبلغ عدد أيام التمدرس هذا العام 178 يوماً موزعة على ثلاثة فصول، بواقع 67 يوماً في الفصل الأول، و47 في الفصل الثاني، و64 في الفصل الثالث.
كما يشهد العام افتتاح تسع مدارس جديدة تستوعب نحو 25 ألف طالب، إلى جانب انضمام أكثر من 800 معلم جديد للميدان التربوي، وتوفير 5500 حافلة مدرسية، وطباعة ما يزيد على 10 ملايين كتاب، وتوزيع 47 ألف جهاز حاسوب محمول لدعم العملية التعليمية.
المدارس بدورها أكدت جاهزيتها التامة لاستقبال الطلبة، مشيرة إلى التزامها بتطبيق التعليمات التنظيمية والمحافظة على الممتلكات، مع التركيز على دمج الأنشطة الصفية واللاصفية في برنامج العودة لبناء دافعية الطلبة وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة، إلى جانب تعزيز قنوات التواصل مع أولياء الأمور لضمان متابعة متواصلة لمسيرة أبنائهم التعليمية.
بهذا المشهد، تبدأ الإمارات عاماً دراسياً جديداً لا يقتصر على العودة إلى الفصول، بل يمثل خطوة أخرى نحو تطوير نظام تعليمي قائم على المهارات والمعرفة، ومصمم لإعداد جيل قادر على التميز في عالم يتغير بسرعة.