اخبار الامارات

الزي المدرسي بين المدارس ومحال الخياطة.. أولياء الأمور يبحثون عن نصف السعر

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وجد كثير من أولياء الأمور أنفسهم أمام معضلة ارتفاع أسعار الزي المدرسي داخل المدارس الخاصة، حيث تجاوزت تكلفة الطقم الواحد في بعض المؤسسات 750 درهماً، ما جعل بعض الأسر تنفق ما يقارب 1500 درهم للابن الواحد إذا اشترت أكثر من طقم.

هذا العبء دفع شريحة واسعة من الأسر إلى التوجه نحو محال الخياطة التي توفر الزي ذاته تقريباً بجودة مناسبة وكلفة تقل بنحو النصف.

راندا إبراهيم، ولية أمر لطالبتين، تحكي تجربتها قائلة إنها فوجئت بارتفاع الأسعار داخل المدرسة، فلجأت إلى محل خياطة قريب قام بتفصيل الزي بجودة مقبولة وبكلفة تقل كثيراً عن أسعار المدرسة، ما ساعدها على تخفيف الضغط على ميزانية الأسرة.

الأمر نفسه أكده محمد السيد، ولي أمر طالبين، موضحاً أن أسعار المدارس أصبحت غير منطقية وتضيف أعباء جديدة على الرسوم الدراسية المرتفعة أصلاً، بينما وفّرت له محال الخياطة خيارات بأسعار في متناول اليد.

من جهتهم، أصحاب محال الخياطة أكدوا أن الإقبال يتضاعف قبيل بدء الدراسة، إذ يسعى الأهالي إلى الحصول على زي مطابق للمواصفات لكن بأسعار تقل بنسبة 40 إلى 50% عن المعروض في المدارس.

عبدالكريم خان، أحد مسؤولي المبيعات في هذه المحال، أوضح أن متوسط سعر القميص أو الـ«تيشيرت» يتراوح بين 30 و40 درهماً، بينما يبلغ سعر الـ«جاكيت» 50 إلى 60 درهماً، وهو ما يجعلها خياراً عملياً للأسر التي لديها أكثر من ابن في مراحل مختلفة.

الجانب القانوني لم يُغفل هذه القضية، إذ شددت هيئة الشارقة للتعليم الخاص على أن المدارس ملزمة بعدم فرض أي رسوم إضافية غير معتمدة، بما في ذلك رسوم الزي المدرسي والنقل، مؤكدة أن تحصيل مبالغ تتجاوز القيمة المحددة يعد مخالفة للسياسات الرسمية.

في المقابل، يرى خبراء التربية أن الزي الموحد وُضع أساساً لتحقيق المساواة بين الطلاب وتعزيز الانضباط داخل البيئة المدرسية، وليس ليكون وسيلة لزيادة الأعباء المالية على أولياء الأمور.

الدكتور سعيد نوري أشار إلى أن تفاقم أسعار الزي جعل كثيراً من الأسر تبحث عن بدائل أقل كلفة، داعياً إلى وضع ضوابط صارمة تضمن أن يكون الزي في متناول الجميع بعيداً عن الحسابات التجارية.

هكذا، يجد أولياء الأمور أنفسهم عالقين بين التزام أبنائهم بالزي الموحد من جهة، وارتفاع تكلفته داخل المدارس من جهة أخرى، ما يجعل محال الخياطة بديلاً واقعياً للكثيرين، رغم أن الهدف الأساسي من الزي كان ولا يزال المساواة لا التمييز بين الطلاب.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى