اخبار العالم

كابوس كابل.. 4 سنوات على اليوم الذي غيّر وجه أفغانستان  

قبل أربع سنوات فقط، وتحديدًا في 15 أغسطس 2021، اهتز العالم على وقع مشاهد غير مسبوقة من العاصمة الأفغانية كابل، حين انهار الجيش الأفغاني وتداعى النظام الحاكم خلال أيام قليلة، لتدخل حركة “طالبان” القصر الرئاسي وتعلن بسط سيطرتها على البلاد.

الحدث الذي بدا صاعقًا للعديد من المراقبين لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة اتفاق أُبرم بين الولايات المتحدة و”طالبان” في فبراير 2020، يقضي بانسحاب القوات الأجنبية مقابل التزامات أمنية من الحركة.

وبالفعل، بدأت واشنطن سحب قواتها تدريجيًا في مايو 2021، قبل أن يكتمل الانسحاب بصورة شبه كلية بحلول أغسطس، ليترك فراغًا أمنيًا خطيرًا استغلته الحركة للتمدد بسرعة غير متوقعة.

مع سقوط الحكومة، فرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني خارج البلاد، فيما اندفع آلاف المدنيين إلى مطار كابل في مشهد درامي لمحاولة الهروب.

صور الطائرات العسكرية التي أقلعت والناس متشبثون بأجنحتها تحولت إلى أيقونة للفوضى والذعر الذي عمّ أفغانستان في تلك الأيام، بينما سارعت عواصم العالم إلى إجلاء دبلوماسييها ورعاياها.

ورغم إعلان طالبان لاحقًا “عفوًا عامًا” عن موظفي الدولة السابقة وتأكيدها بدء “مرحلة سلام جديدة”، فإن الشكوك لم تغب حول مستقبل البلاد، خاصة بعد تجميد الولايات المتحدة أكثر من 9 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، ووقف المساعدات التنموية، مع الإبقاء على دعم محدود عبر قنوات إنسانية.

في المقابل، دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن آنذاك عن قرار الانسحاب، مؤكدًا أن مهمة بلاده كانت “القضاء على تنظيم القاعدة لا بناء دولة جديدة”، ومعترفًا بأن سقوط الحكومة وقع أسرع بكثير مما توقعته واشنطن.

ولتأمين عملية الإجلاء، اضطرت الإدارة الأمريكية إلى إرسال آلاف الجنود بشكل مؤقت للسيطرة على مطار كابل وضمان خروج رعاياها وحلفائها.

اليوم، وبعد مرور أربع سنوات على تلك اللحظة المفصلية، ما زالت صور الفوضى والانهيار حاضرة في الذاكرة العالمية، شاهدة على واحد من أكثر التحولات الدرامية في تاريخ أفغانستان الحديث.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى