العربية تزين إسطنبول في أكبر ملتقى للكتاب خارج العالم العربي
من قلب إسطنبول، وتحديداً في مركز «يني كابيه» للمعارض، يلتقي عشاق الأدب والمعرفة مع نخبة من المفكرين والناشرين ضمن فعاليات الدورة العاشرة من «معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي»، الذي يقام حتى 17 أغسطس الجاري تحت شعار «وتبقى العربية».
ويُعد المعرض اليوم واحداً من أضخم الملتقيات الثقافية العربية خارج المنطقة، حيث يستقطب ما يقارب 300 دار نشر من أكثر من 20 دولة، إلى جانب مؤسسات أكاديمية ومدنية، مما يمنحه مكانة استثنائية بوصفه الجسر الأوسع للثقافة العربية في تركيا.
الحضور الإماراتي هذا العام يتجلى بمشاركة مميزة لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي اختارت أن تعرض أبرز مبادراتها المعرفية الرائدة وفي مقدمتها مبادرة «بالعربي»، المشروع الذي أحدث أثراً واسعاً في تعزيز مكانة اللغة العربية على منصات التواصل الاجتماعي وربط الأجيال الجديدة بجماليات لغتهم الأم.
المبادرة لا تقتصر على الترويج للغة فحسب، بل تسعى أيضاً إلى دعم تعليم العربية لغير الناطقين بها وتوظيفها كأداة للمعرفة والابتكار.
جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسسة، أكد أن الحضور في هذا المعرض بات تقليداً سنوياً يترجم رؤية المؤسسة في جعل المعرفة جسراً للتواصل بين الشعوب.
وقال إن المنصة التي تتيحها إسطنبول اليوم تشكل فرصة للتعريف بالمشاريع الإماراتية النوعية، وبناء شراكات تفتح آفاقاً جديدة للمحتوى العربي، سواء في الأبحاث أو الترجمة أو المحتوى الرقمي.
وأضاف أن تعزيز الهوية العربية وتوسيع دائرة الاهتمام باللغة في الأوساط الشبابية يظل من أولويات المؤسسة، مشيراً إلى أن الحوار الفكري العالمي الذي يخلقه هذا الحدث يعزز مكانة اللغة العربية على الخريطة الثقافية الدولية.
وخلال أيام المعرض، ينظم جناح المؤسسة سلسلة من اللقاءات والأنشطة المعرفية بالتعاون مع «أكاديمية إسطنبول»، الشريك الاستراتيجي الذي يجمعها بمؤسسات تعليمية وثقافية بارزة، ما يفتح المجال لتبادل الخبرات وتطوير مبادرات مستقبلية في خدمة اللغة العربية.
وبين أروقة المعرض التي تضج بزوار من مختلف الجنسيات، يتجلى الحضور العربي بكل ألوانه الأدبية والفكرية، ليثبت مرة أخرى أن اللغة العربية قادرة على عبور الحدود واحتضان العالم، حاملة معها تراثاً يمتد لقرون، ورؤية متجددة نحو المستقبل.