ألاسكا.. أرض بيعت قبل قرن ونصف تتحول لجسر دبلوماسي بين واشنطن وموسكو
من قلب أرض اشترتها الولايات المتحدة من روسيا القيصرية قبل 158 عاماً، انطلقت قمة غير مسبوقة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مشهد اعتبره كثيرون إشارة رمزية إلى قرب البلدين جغرافياً وتاريخياً، وفرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات المتوترة.
وسائل الإعلام والشخصيات السياسية في موسكو لم تخفِ إعجابها بخيار ألاسكا كموقع للمحادثات، إذ رأى يوري أوشاكوف، مساعد بوتين للشؤون الخارجية، أن عقد القمة هناك “أمر منطقي تماماً”، مشيراً إلى أن عبور الوفد الروسي جواً فوق مضيق بيرينج عكس القرب الفعلي بين البلدين، وأضفى على اللقاء بُعداً رمزياً إضافياً.
فلاديمير دزاباروف، عضو مجلس الشيوخ الروسي، وصف الموقع بـ”الحكيم للغاية”، لافتاً إلى أن ألاسكا بعيدة عن أوكرانيا وأوروبا، وهو ما يمنحها طابعاً هادئاً بعيداً عن بؤر التوتر المباشرة.
أما المعلقون الروس، فقد وجدوا في القمة أكثر من مجرد لقاء سياسي، إذ كتب ألكسندر بوبروف عبر قناة “آر تي” أن ألاسكا تمثل “عودة إلى الحوار المباشر دون وسطاء”، مذكراً بتاريخها المشترك الذي ما زال حاضراً في أسماء البلدات والكنائس الأرثوذكسية المنتشرة هناك.
ويعيد موقع القمة إلى الأذهان صفقة عام 1867، حين بيعت ألاسكا إلى واشنطن مقابل 7.2 مليون دولار لتفادي خسارتها أمام بريطانيا، وهي قصة يرى البعض أنها قد تفتح الآن فصلاً جديداً عنوانه التعاون، إذا اختارت العاصمتان النظر إليها كفرصة لا كتهديد.