جامع الشيخ زايد الكبير يحلّق في التصنيفات العالمية ويتحول إلى أيقونة ثقافية وسياحية فريدة
في إنجاز جديد يعكس البعد العالمي للتجربة الإماراتية في المزج بين الروحانية والابتكار، صعد جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي إلى المرتبة الثامنة ضمن قائمة “أبرز معالم الجذب السياحي في العالم” لعام 2025، بحسب تصنيف منصة “تريب أدفايزر” العالمية.
الجامع الذي تصدّر قائمة أبرز معالم الشرق الأوسط للعام ذاته، أصبح واحدًا من أكثر المواقع جذبًا للزوار على مستوى العالم، بعد تقدمه مركزين عن العام الماضي، ليرسّخ مكانته كوجهة ثقافية وروحية تتجاوز حدود العبادة التقليدية.
هذا التقدير العالمي لم يأتِ من فراغ، بل هو حصاد لسنوات من الجهود المؤسسية المتواصلة لتطوير البنية التحتية والخدمات والبرامج الثقافية المقدمة للزوار.
ويؤكد هذا الإنجاز الموقع الريادي للجامع الذي يُعدّ تحفة معمارية فريدة تعكس جماليات العمارة الإسلامية وروح التسامح الإماراتية، حيث يستقبل سنويًا قرابة سبعة ملايين زائر من جميع أنحاء العالم.
وتمثل قفزة الجامع في التصنيفات ثمرة رؤية استراتيجية متكاملة يشرف على تنفيذها مركز جامع الشيخ زايد الكبير، بقيادة كفاءات وطنية مؤهلة تعمل على تقديم تجارب ثقافية رفيعة المستوى لضيوف الجامع.
وتشمل هذه التجارب جولات ثقافية متخصصة، تُقدَّم بـ14 لغة عالمية، من بينها لغة الإشارة، إلى جانب جولات مخصصة للأطفال، مما يسهم في تعزيز الرسالة الحضارية للمكان، ويُعبّر عن التزام الإمارات بتقديم نموذج ثقافي متنوع وشامل.
ولم يكن جامع أبوظبي وحده في دائرة الضوء، إذ حقق جامع الشيخ زايد الكبير في الفجيرة هو الآخر مكانة لافتة، بعدما جاء ضمن أفضل 10% من معالم الجذب السياحي في العالم، رغم حداثة تفعيل خدمات الزيارة فيه، وهو ما يعكس نجاح التجربة الإماراتية في تعميم النموذج الثقافي المتكامل في مختلف إمارات الدولة.
ويشهد جامع أبوظبي توسعًا مستمرًا في تجاربه الفريدة، منها تجربة “سُرى” الليلية التي تتيح للزوار اكتشاف الجامع على مدار 24 ساعة، وجولة “لمحات خفية” عبر مركبات كهربائية تستعرض تفاصيل غير مألوفة من خلف الكواليس. وقد صممت هذه التجارب خصيصًا لتلبية احتياجات الزوار العابرين أو ممن لا تتاح لهم زيارة الجامع في أوقات الدوام الاعتيادية.
كما يشكّل “مركز الزوار” نقطة جذب متكاملة، تضم مكتبة متخصصة، ومسرحًا، وقاعات للمعارض، إضافة إلى “سوق الجامع” الذي يوفر مرافق ترفيهية ومطاعم ومتاجر متنوعة تناسب جميع الأعمار.
أما “ممشى الجامع الرياضي” فيعكس توجه الجامع للانفتاح المجتمعي، حيث يمكن للزوار ممارسة الرياضة وسط مشهد معماري استثنائي يبعث على التأمل والسكينة.
ويُعدّ الجامع محطة رئيسية لكبار الشخصيات الرسمية من حول العالم، فيما بلغت نسبة الزوار من خارج الدولة 82% من إجمالي الضيوف، ما يعكس الجاذبية الدولية للمكان وقدرته على تمثيل دولة الإمارات كمنارة للتسامح والحوار الحضاري.
ومن جهة أخرى، ساهمت قبة السلام في تعزيز حضور الجامع كمركز ثقافي نابض، من خلال عروض ثقافية وتقنية مبتكرة، أبرزها تجربة “ضياء التفاعلية” التي تقدم عرضًا غامرًا بتقنية 360 درجة، ينقل الزائر من أعماق الفضاء إلى أرض الإمارات، مستعرضًا تاريخها وتراثها في تجربة حسية متكاملة.
كما تسلّط المعارض الدائمة والمؤقتة الضوء على محطات بارزة من التاريخ الإسلامي والإنساني، ومنها معارض الأندلس، النقود الإسلامية، والخط العربي، إلى جانب متحف “نور وسلام” الذي يعكس التلاقي بين الفن والعلم والمعرفة.
وبهذا التميز المتجدد، يواصل جامع الشيخ زايد الكبير أداء رسالته العالمية، ليس فقط كمكان للعبادة، بل كجسر ثقافي وإنساني يصل الماضي بالحاضر، ويجمع شعوب العالم تحت سقف التسامح والجمال والإبداع.